"أسد إفريقيا" تحاكي تدمير S-400.. ما مصير الدفاعات الروسية بشمال إفريقيا؟
في مفاجأة كشفت عنها وسائل إعلام دولية متخصِّصة، نفَّذت القوات المشاركة في مناورات "أسد إفريقيا 2021"، الجارية الآن بجنوب المغرب، عمليات حربية تحاكي مهاجمة منظومة الدفاع الجوي الروسية الشهيرة S-400.
مناورات "أسد إفريقيا 2021" يجريها الجيشان المغربي والأمريكي، بمعية جيوش كل من بريطانيا والبرازيل وكندا وتونس والسنغال وهولندا وإيطاليا (AFP)

في مفاجأة كشفت عنها وسائل إعلام دولية متخصِّصة، نفَّذت القوات المشاركة في المناورات العسكريَّة المتعددة الأطراف "أسد إفريقيا 2021"، الجارية الآن بجنوب المغرب، عمليات حربية تحاكي مهاجمة منظومة الدفاع الجوي الروسية الشهيرة "S-400"، بمشاركة عتاد عسكري متنوِّع، على رأسه القاذفة أمريكية "بي 52".

منظومة الدفاع هذه تداولت تقارير سابقة الأخبار عن قيام روسيا بنشرها في ليبيا، كما يعتقَد أن الجيش الجزائري كذلك حصل على قطع حربيَّة منها. ربط مراقبون بين المناورات المذكورة والقلق الاستراتيجي الأمريكي، الذي سبق أن أعلنه عبر مطالبات للجزائر بأن تنشر منظومة الدفاع تلك بعيداً عن البحر الأبيض المتوسط.

"أسد إفريقيا" تحاكي تدمير "S-400"

أوردت صحيفة "ذا درايفر" الأمريكية، في ملحقها العسكري الإلكتروني، أخباراً عن تنفيذ محاكاة عملية حربيَّة تستهدف تدمير منظومات الدفاع الجوي الروسية "S-400". وذلك ضمن مناورات "أسد إفريقيا 2021"، التي يجريها الجيشان المغربي والأمريكي، بمعية جيوش كل من بريطانيا والبرازيل وكندا وتونس والسنغال وهولندا وإيطاليا.

وقالت "ذا درايفر" إن العملية المذكورة ركَّزت على محاكاة تدمير بطاريات الدفاع الجوي “S-400”، التي تمتلكها دولة معادية وفق سيناريو المناورات الحربية. حيث استعمل في ذلك عتاد عسكري متنوع، بما فيه قاذفة "بي 52" الأمريكية الشهيرة، وطائرات "إف 16"، ونظام "هيمارس" الذي يستعمل كلاً من الصواريخ الباليستية التكتيكية قصيرة المدى، التي لا يتعدى مداها 300كم لضرب أهداف استراتيجية، وكذلك صواريخ دقيقة على بعد 80كم.

فيما لم ترِد أي بلاغات رسمية تكشف عن عمليَّة المحاكاة التدريبية تلك، يستنتج تقرير "ذا درايفر" خبره من مقطع فيديو لاجتماع لغرفة قيادة المناورات، يتحدث فيه ضابط أمريكي عن أن "العمليتين اللتين تم تنفيذهما بالأمس ضد بطاريتي الـS-400". كما لم يتم الإعلان عن اشتراك قاذفة "بي 52" في المناورة، لكن التقرير يرصد إقلاعها من قاعدة روتا بإسبانيا، ومرورها عبر الأجواء المغربيَّة، يومين بعد انطلاق المناورة. فيما يتوفَّر المغرب على طائرات "إف 16"، ويعتقَد حصوله على منظومة "هيمارس" الأمريكية وفق صفقة بلغت 250 مليون دولار.

ما مصير الدفاعات الروسيَّة بالمنطقة المغاربيَّة؟

وفقاً للمصدر ذاته، تتضمن المناورة سيناريو هجمات وهجمات مضادة بين دولتين خياليتين تقعان بشمال إفريقيا، تمتد خريطة الدولة المتخيَّلة أنها معاديَّة على أراضي شمال الجزائر وجزء من ليبيا. فيما لا دليل على أن السيناريو يحاكي عمليات على الجزائر، يسود اعتقاد بحيازة الجيش الجزائري منظومة الدفاع الروسية، ويدافع عنه قائلوه بصور ترصد راجمات جزائريَّة تشبه تلك المستخدمة في إطلاق صواريخ "S-400". بينما يؤكد التقرير أن بعضاً من النسخ المتطوِّرة لمنظومة "S-300" يستعمَل في إطلاقها نفس الراجمات المذكورة، وأن الجزائر منذ 2010 دأبت على اقتناء الـ"S-300" من الروس.

فيما يشير تقرير سابق لمجلَّة "فوربس" الأمريكية، إلى نشر الجيش الروسي منظومة الدفاع "S-400" بالأراضي الليبيَّة. حيث رُصدت، صيف السنة الماضية، صور لمنظومة رادار وراجمات عموديَّة للصواريخ بمنطقة راس لانوف (شمال البلاد) الخاصعة لسيطرة قوات حفتر المدعومة من موسكو، تشبه تلك المستخدمة في إطلاق صواريخ "S- 300" و "S-400". ويقول التقرير ذاته: إن "نشر تلك الدفاعات الجويَّة الروسيَّة، إن تأكد، فهو لحماية روسيا من أي تصعيد متسارع للأعمال العسكرية ضدها، جراء تدخلها في الحرب الليبية".

هذا وسبق للجيش الأمريكي أن أعرب عن قلقه من وجود منظومات الدفاع الجويَّة الروسيَّة، "S-300" و "S-400"، بشمال إفريقيا، وهو الذي يتوفَّر على قاعدتين جوِّيتين كبيرتين على الضفة الشماليَّة للبحر الأبيض المتوسط، واحدة بجنوب إسبانيا والثانية بجنوب إيطاليا. حيث تأتي عمليَّة المحاكاة التدريبية لتدمير نظام "S-400" في سياق هذا القلق.

TRT عربي