ووصل كوبر إلى لبنان مساء السبت الماضي بعد زيارته الأولى لإسرائيل منذ توليه منصبه في 8 أغسطس/آب الماضي. وتأتي زيارة أورتاغوس وكوبر بعد أيام من إقرار الحكومة اللبنانية خطة الجيش لحصر السلاح، بما فيه سلاح حزب الله، بيد الدولة، وقرارها إبقاء مضمونها والمداولات بشأنها "سرية".
والأحد أفادت وكالة الأبناء اللبنانية الرسمية بأن "الموفدة الأمريكية مورغان أورتاغوس وصلت صباح الأحد إلى مطار رفيق الحريري الدولي ببيروت"، في زيارة غير معلنة المدة. ولم تتطرق الوكالة إلى جدول أعمال زيارة أورتاغوس.
ومساء السبت أعلن الجيش اللبناني في بيان، أن قائده العماد رودولف هيكل استقبل في مكتبه قائد القيادة المركزية الأمريكية على رأس وفد مرافق، بحضور رئيس لجنة الإشراف الخماسية مايكل ليني.
وتضمّ لجنة الإشراف الخماسية الخاصة بآلية تنفيذ ومراقبة اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، ممثلين عن الجيش اللبناني وإسرائيل وقوة حفظ السلام الأممية المؤقتة "يونيفيل"، إضافة إلى الولايات المتحدة وفرنسا، وهما الدولتان الوسيطتان في اتفاق وقف إطلاق النار.
وتناول اللقاء الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وسبل دعم الجيش اللبناني في ظل التطورات والتحديات الراهنة، بحسب البيان.
في سياق متصل ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية أنّ كوبر أنهى مساء السبت زيارته لإسرائيل، بعدما التقى رئيس الأركان اللواء إيال زامير وعدداً من كبار مسؤولي وزارة جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضحت الصحيفة أن كوبر أجرى مع زامير خلال الزيارة تقييماً مشتركاً للوضع، وزار بعض المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، مشيرة إلى أن الزيارة تناولت التعاون العملياتي بين الجيشين الإسرائيلي والأمريكي، والاستجابة المشتركة للجيشين للتحديات والتهديدات في المنطقة.
وفي 5 أغسطس/آب الجاري أقر مجلس الوزراء اللبناني حصر السلاح، بما فيه سلاح حزب الله، بيد الدولة، وكلّف الجيش وضع خطة لهذا الغرض، وتنفيذها قبل نهاية 2025.
في المقابل أكد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، أن الحزب لن يسلم سلاحه إلا في حال انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية ووقف عدوانها على البلاد والإفراج عن الأسرى وبدء إعادة الإعمار.
واندلعت مواجهات عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله في أكتوبر/تشرين الأول 2023، تصاعدت إلى حرب شاملة في سبتمبر/أيلول 2024 أسفرت عن مقتل نحو 4 آلاف شخص في لبنان بينهم الأمين العام للحزب حسن نصر الله، وإصابة نحو 17 ألفاً آخرين.
وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 بدأ سريان وقف لإطلاق النار، لكن تل أبيب خرقته أكثر من 3 آلاف مرة، ما أسفر عمَّا لا يقلّ عن 282 قتيلاً و604 جرحى، وفق بيانات رسمية.
وفي تَحَدٍّ للاتفاق، يحتلّ الجيش الإسرائيلي 5 تلال لبنانية في الجنوب سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة.
ومنذ عقود تحتلّ إسرائيل أراضي في لبنان وسوريا إضافة إلى فلسطين، وترفض الانسحاب منها، كما ترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود ما قبل حرب 1967.