واندلعت النيران على سطح المبنى الضخم الذي يضم مقر الحكومة وسط تصاعد أعمدة الدخان، فيما حلّقت المروحيات فوق المبنى الواقع في قلب كييف قرب مقري الرئاسة والبرلمان، ملقية مياهاً على سطحه وهُرعت أجهزة الطوارئ إلى الموقع وضربت الشرطة طوقاً أمنياً حوله.
وقالت رئيسة الوزراء الأوكرانية يوليا سفيريدنكو عبر تليغرام: "لأول مرة تضرر سطح مقر الحكومة وطوابقه العلوية جراء هجوم للعدو"، مشيرة الى أن الهجوم لم يسفر عن سقوط ضحايا داخل المبنى.
وقال المتحدث باسم أجهزة الإغاثة بافلو بيتروف للتليفزيون: "جرى إخماد الحريق، لكن فرق الإنقاذ تعمل على تفكيك الهياكل ورشها بالماء لإعادة إصلاح المبنى والتثبت من أن كل شيء جيد".
من جانبه، أعلن سلاح الجو الأوكراني أن روسيا أطلقت خلال الليل 810 مسيّرات و13 صاروخاً على أوكرانيا، مؤكداً اعتراض 747 مسيّرة وأربعة صواريخ منها.
كما طال الهجوم مناطق أخرى، متسبباً في سقوط خمسة قتلى إجمالاً، اثنان منهم في كييف، وأكثر من عشرين جريحاً، كما قتل شخصان آخران على الأقل في هجمات منفصلة، وفق السلطات الأوكرانية.
وفي كييف، ألحقت الضربات أضراراً بمبانٍ سكنية، وأفاد رئيس بلدية العاصمة فيتالي كليتشكو بمقتل شخصين، امرأة شابة وطفلها البالغ شهرين.
كما قالت وزارة الطاقة الأوكرانية اليوم الاثنين، إن القوات الروسية هاجمت منشأة لتوليد الكهرباء عبر الطاقة الحرارية في منطقة كييف.
وكتبت الوزارة على تطبيق تليغرام: "الهدف واضح: التسبب في مزيد من المشقة لسكان أوكرانيا المسالمين، وترك منازل الأوكرانيين والمستشفيات ورياض الأطفال والمدارس دون كهرباء أو تدفئة".
وأضافت أن رجال الإنقاذ والمتخصصين في مجال الطاقة يعملون في الموقع.
من جهتها، أعلنت روسيا أنها "ضربت مواقع لمجمع الصناعات العسكرية الأوكرانية وبنى تحتية مرتبطة بالنقل".
وذكر الجيش الروسي أن الهجمات استهدفت مواقع لإنتاج طائرات مسيّرة ومطارات عسكرية في شرق وجنوب أوكرانيا ووسطها، بالإضافة إلى منشأتين صناعيتين على مشارف كييف.
وأضاف أنه "لم يتم ضرب أي أهداف أخرى داخل حدود كييف"، ما يشير إلى احتمال تضرر المبنى الحكومي بسبب الحطام المتساقط وليس بضربة مباشرة.
وقالت رئيسة الوزراء الأوكرانية: "على العالم أن يرد على هذا التدمير ليس بالكلام فقط، بل بالأفعال. علينا تشديد ضغط العقوبات، وبصورة أساسية ضد النفط والغاز الروسيين"، مطالبة كذلك بـ"أسلحة".
في المقابل، أعلنت أوكرانيا أنها نفذت ضربة على مصنع في منطقة بريانسك الروسية الحدودية ومصفاة للنفط في كراسنودار بجنوب روسيا.
وضاعفت كييف في الأشهر الأخيرة الهجمات على مواقع للطاقة في روسيا ساعية لاستهداف موارد موسكو. وتوقع هذه الضربات بانتظام ضحايا مدنيين.
على الجبهة، واصل الجيش الروسي تقدمه الأحد معلناً السيطرة على بلدة جديدة في منطقة دنيبروبتروفسك (وسط)، فيما تشدد كييف على أن الضمانات الأمنية بدعم قوات غربية، ضرورية من أجل أي اتفاق سلام.
ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً" في شؤونها.