يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي توغله البري في محاور متعددة داخل مدينة غزة، مترافقاً مع قصف مكثف وتفجير المباني والمنشآت السكنية، في إطار مساعيه للسيطرة على المدينة ودفع سكانها إلى النزوح.
جاء ذلك وفق شهادات شهود عيان وطواقم إسعاف ومصادر محلية.
ورُصدت التحركات الأخيرة في المحور الشمال الغربي، حيث تقدمت الآليات الإسرائيلية نحو الأطراف الشمالية الغربية لحي النصر، في محيط مفترق المزنر.
وانطلقت القوات من منطقة المخابرات وأبراج المقوسي باتجاه الجنوب، كما تواصل انتشارها في محيط حي الكرامة.
سبق هذا التقدم قصف جوي مكثف استهدف الأحياء الشمالية الغربية، خصوصاً حي النصر ومخيم الشاطئ، فيما حلّقت طائرات مسيّرة صغيرة من طراز "كواد كابتر" في شارع الشفاء وأطلقت نيرانها تجاه منازل المواطنين.
في المحور الجنوب الغربي، تقدم الجيش الإسرائيلي الاثنين مئات الأمتار شمال حي تل الهوى، انطلاقاً من محيط مفترق الدحدوح في شارع "8"، ومحيط الكلية الجامعية التي كان قد وصل إليها في الأسابيع الماضية.
أما في المحور الشمالي، فتتمركز الآليات الإسرائيلية عند مفترق الصاروخ بتقاطع شارعي الجلاء والصفطاوي، حيث تُطلق النيران بشكل متقطع صوب المنازل.
وفي الشمال الشرقي، يواصل الجيش حضوره قرب بركة الشيخ رضوان مستخدماً عربات مُفخخة لتفجيرها داخل الأحياء السكنية.
وفي الشرق، يواصل الجيش عمليات التدمير الواسع للمباني السكنية في أحياء الزيتون والشجاعية والتفاح، بينما يشهد المحور الجنوبي الشرقي تقدماً تدريجياً باتجاه حي الصبرة خلال الأسابيع الأخيرة.
وخلال عملية "عربات جدعون 1" التي انتهت أوائل أغسطس/آب الماضي، كانت القوات الإسرائيلية قد تمركزت في محاور عدة، بينها شمال شرق الشيخ رضوان، ومنطقة جباليا النزلة، إضافة إلى أحياء التفاح والزيتون والشجاعية.
وأسفرت هذه التوغلات عن نزوح واسع للفلسطينيين من الأحياء الشرقية نحو الغرب، الذي بدوره تعرض لاحقاً لقصف مكثف أجبر السكان على التوجه جنوباً.
ووفقاً للمتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، تنتشر حالياً ثلاث فرق عسكرية إسرائيلية في مدينة غزة، حيث تتولى الفرقة 99 العمليات في شمال المدينة، بينما تقود الفرقتان 36 و162 الهجوم على محاورها المختلفة.
في موازاة ذلك، تواصل الفرقة 143 نشاطها العسكري في جنوب القطاع، وتحديداً في مدينتي رفح وخان يونس.
والسبت، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن 900 ألف فلسطيني ما زالوا في مدينة غزة وشمالها رغم وحشية القصف الإسرائيلي والإبادة المتواصلة.
وفي 16 سبتمبر/أيلول الجاري، قال الجيش إنه شرع في "عملية برية واسعة"، بمشاركة قوات نظامية واحتياطية من الفرق 98 و162 و36.
وفي 8 أغسطس/آب الماضي أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة طرحها رئيسها بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجياً، بدءاً بمدينة غزة، التي يسكنها نحو مليون فلسطيني.
وبدأ الجيش في 11 أغسطس/آب، الهجوم على المدينة انطلاقاً من حي الزيتون، في عملية أطلق عليها لاحقاً "عربات جدعون 2"، وتخلل الهجوم نسف منازل باستخدام روبوتات مفخخة، وقصف مدفعي، وإطلاق نار عشوائي، وتهجير قسري.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلّفت 65 ألفاً و344 شهيداً و166 ألفاً و795 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينياً بينهم 147 طفلاً.