وسط خروقات الاحتلال وتحذيرات من شتاء قاس.. غزة تحتاج إلى 200 ألف وحدة سكنية مسبقة الصنع
أعلن المكتب الحكومي في غزة اليوم الأحد، أن إسرائيل ارتكبت 969 خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فيما قالت الحكومة برام الله إن غزة بحاجة إلى 200 ألف وحدة سكنية مسبقة الصنع، بينما حذرت "الأونروا"من الشتاء القاسي.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع في بيان، إن "الاحتلال واصل، منذ دخول قرار وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر 2025 وحتى مساء الأحد 28 ديسمبر 2025 (لمدة 80 يوماً)، ارتكاب خروقات جسيمة ومنهجية للاتفاق"، وأكد أن هذه الخروقات تمثل "انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي الإنساني، وتقويضا متعمداً لجوهر بنود البروتوكول الإنساني الملحق به".
وأوضح أن الجهات الحكومية المختصة رصدت خلال هذه الفترة "969 خرقاً للاتفاق، من بينها 298 جريمة إطلاق نار مباشرة ضد المدنيين، و54 جريمة توغل للآليات العسكرية داخل المناطق السكنية"، كما رصدت "455 جريمة قصف واستهداف لمواطنين عزل ومنازلهم، و162 جريمة نسف وتدمير لمنازل ومؤسسات وبنايات مدنية".
وأشار المكتب إلى أن هذه الخروقات أسفرت عن "استشهاد 418 مواطناً، وإصابة 1141 آخرين، إلى جانب 45 حالة اعتقال غير قانوني نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي"، وأضاف أن إسرائيل أخلت بالتزاماتها الإنسانية "إذ سمحت بدخول 19 ألفاً و764 شاحنة من أصل 48 ألف شاحنة كان يفترض إدخالها خلال تلك الفترة، بمتوسط يومي 253 شاحنة فقط من أصل 600 شاحنة مقررة يومياً، وبنسبة التزام لا تتجاوز 42 في المئة".
إيواء النازحين
وحذر المكتب من "أزمة إنسانية عميقة وغير مسبوقة" في القطاع، في "ظل إصرار الاحتلال الإسرائيلي على إغلاق المعابر ومنع إدخال الخيام والبيوت المتنقلة والكرفانات ومواد الإيواء، في انتهاك صارخ لبنود الاتفاق وللقانون الدولي الإنساني".
وقال إن "هذه السياسات التعسفية، بالتزامن مع المنخفضات الجوية التي تضرب قطاع غزة منذ دخول فصل الشتاء، أدت إلى انهيار 49 منزلاً ومبنىً كانت متضررة ومقصوفة سابقاً، ما أسفر عن استشهاد 20 مواطناً انهارت فوق رؤوسهم البنايات التي لجؤوا إليها بعد فقدانهم لمساكنهم الأصلية، في ظل غياب أي بدائل آمنة".
وأضاف المكتب: "كما سُجّلت وفاة طفلين نتيجة البرد الشديد داخل خيام النازحين، في وقت خرجت فيه أكثر من 125 ألف خيمة عن الخدمة، ولم تعد صالحة لتوفير الحد الأدنى من الحماية لما يزيد عن 1.5 مليون نازح"، وشدد على أن ذلك "يأتي مع دخول قطاع غزة فترة الأربعينية المعروفة ببرودتها القاسية القارسة، ما ينذر بوقوع وفيات جديدة في صفوف النازحين إذا استمر هذا الإهمال المتعمّد".
“وحدات سكنية”
بدورها، قالت الحكومة الفلسطينية، اليوم الأحد، إن قطاع غزة بحاجة إلى نحو 200 ألف وحدة سكنية مسبقة الصنع، لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة للنازحين، في ظل الظروف الجوية القاسية.
وأوضحت غرفة العمليات الحكومية، في بيان، أن المنخفض الجوي الحالي تسبب بغرق وتطاير آلاف خيام النازحين في مناطق متفرقة من القطاع، ما فاقم حالة الطوارئ الإنسانية.
وأفاد البيان بتضرر خيام النازحين المقامة على امتداد شارع الرشيد الساحلي على طول نحو 26 كيلو متراً غربي غزة، وذلك بفعل مد أمواج البحر المصاحب للمنخفض.
الشتاء القاسي
من جهته، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، اليوم الأحد، إن طقس الشتاء القاسي في قطاع غزة يفاقم معاناة مستمرة لأكثر من عامين، جراء الحرب الإسرائيلية في القطاع.
وأوضح لازاريني، في منشور على منصة شركة "إكس" الأمريكية، أن "المزيد من الأمطار" في القطاع، تعني "المزيد من البؤس واليأس والموت"، وأفاد بأن "طقس الشتاء القاسي يفاقم معاناة لأكثر من عامين" في غزة، حيث يعيش السكان في "خيام بالية وغارقة بالمياه، وسط الأنقاض".
وأكد لازاريني، أن "مساعدات الإغاثة لا تصل بالكمية المطلوبة"، وأشار إلى أن الأونروا بإمكانها مضاعفة جهود الإغاثة في حال السماح بتدفق المساعدات إلى القطاع المحاصر.
وتتواصل الأزمة الإنسانية بغزة، رغم انتهاء حرب الإبادة الإسرائيلية مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ولم تشهد هذه الأزمة تحسناً ملحوظاً بسبب تنصل إسرائيل من التزاماتها التي نص عليها الاتفاق، بما فيها مواصلة إغلاق المعابر، وعدم إدخال الكميات المتفق عليها من المواد الغذائية، والإغاثية، والطبية، ومواد الإيواء والبيوت المتنقلة.
وفي 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدأت إسرائيل إبادة جماعية بغزة استمرت عامين، وخلّفت أكثر من 71 ألف شهيد فلسطيني وما يزيد على 171 ألف جريح، ودماراً هائلا طال 90% من البنى التحتية المدنية، بتكلفة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.