إعلام عبري يتحدث عن موافقة نتنياهو على خطة أمريكية لتقسيم غزة إلى منطقتين

تحدثت وسائل إعلام عبرية، الجمعة، عن موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على خطة أمريكية لتقسيم قطاع غزة إلى منطقتين، وسط تحذيرات في تل أبيب بشأن تحول ما يُسمى "الخط الأصفر" المؤقت إلى "جدار برلين غزة".

By
وصف مصدر عسكري إسرائيلي الخط الأصفر الذي من المفترض أن يكون مؤقتاً بـ"جدار برلين غزة"

وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إنّ "الجيش الإسرائيلي فوجئ بموافقة نتنياهو على طلب واشنطن تقسيم القطاع إلى غزة الجديدة وغزة القديمة"، موضحةً أن "الفرق بين المنطقتين هو أن غزة الجديدة مشمولة بإعادة إعمار ما دمَّره الجيش الإسرائيلي خلال عامَي الإبادة الجماعية، فيما الأخرى عكس ذلك".

ودمر جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الإبادة 90 في المئة من البنى التحتية المدنية في القطاع، بخسائر تقدر بنحو 70 مليار دولار، وفق الأمم المتحدة، فضلاً عن انهيار جل المؤسسات الخدمية وتوقفها عن العمل بسبب هجمات تل أبيب، والحصار المطبق.

ووفق الصحيفة، ستكون "غزة الجديدة" ضمن المناطق الواقعة تحت سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي، شرقي "الخط الأصفر" الذي انسحبت إليه تل أبيب بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الذي يشمل أكثر من نصف مساحة القطاع.

كما سيجري في المرحلة الأولى إعادة إعمار مدينة رفح جنوبي القطاع التي دمرها جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما سيعاد إعمار مناطق أخرى شرق "الخط الأصفر"، بما في ذلك شمال قطاع غزة، في المرحلة الثانية. وبعد إعادة الإعمار المحتملة، ادعت الصحيفة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سينسحب من "غزة الجديدة".

“جدار برلين غزة”

وتعقيباً على ذلك، نقلت "هآرتس" عن مصدر عسكري إسرائيلي، لم تسمه، وصفه الخط الأصفر الذي من المفترض أن يكون مؤقتاً بـ"جدار برلين غزة".

وجدار برلين بنَته ألمانيا الشيوعية عام 1961 ليقسم العاصمة إلى شطرين (شرقي وغربي)، وقُتل عشرات المواطنين ممن حاولوا اجتيازه، وظل رمزاً للانقسام طوال 28 عاماً قبل أن يُسقطه شبان في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 1989.

وخلَّف الجدار، المعروف أيضاً بـ"الستار الحديدي"، جروحاً عميقة لدى سكان برلين، بعد أن أجبر بعضهم على العيش شرقي المدينة، والبعض الآخر، غربها.

وعن الخطة، قالت الصحيفة إنها بلا جدول زمني، وستستمر لسنوات، مشيرةً إلى قلق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية جراء عدم إشراكها، واعتزام واشنطن ترك جيش الاحتلال الإسرائيلي وحيداً للتعامل مع "غزة القديمة" التي تسيطر عليها حركة حماس.

وعن إدارة "غزة الجديدة" بعد انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي، لفتت "هآرتس" إلى أن قوة الاستقرار الدولية ستتولى المهمة.

غموض متزايد

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار في جيش الاحتلال، لم تسمهم، قولهم إن "هناك غموضاً متزايداً بشأن الخطط الأمريكية المستقبلية في غزة، التي حظيت بموافقة الحكومة في محادثات سرية دون مشاركة المستوى الأمني".

كما نقلت عن مسؤول أمني إسرائيلي، لم تسمه، قوله إن المسؤولين الأمنيين غير مطالبين بالتعبير عن مواقفهم إزاء الخطة. وأردف: "فقدنا القدرة على التأثير، حيث تجري تحركات استراتيجية في غزة أمام أعيننا، ولها تداعيات على مستقبل البلاد، دون أن يكون لإسرائيل، وبالأخص للمؤسسة الأمنية، أي تأثير على هذه العملية".

وقال مصدر أمني إسرائيلي آخر، لم تسمه الصحيفة، إن منصب رئيس الأركان ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) أصبحا غير ذي صلة، ويُطلب منهما اتخاذ خطوات استراتيجية كبرى وفقاً للمستوى السياسي، دون مناقشة الأضرار الأمنية".

الصحيفة ادعت أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيشرف على نقل الفلسطينيين من "غزة القديمة" إلى "غزة الجديدة"، لكنه لم يبدِ استعداداً حتى الآن.

وعن "غزة القديمة"، قالت: "يؤكد مسؤولون أمنيون كبار أنه لا يوجد حتى الآن أي عامل يمكن أن يُضعف مكانة حماس في هذه المنطقة".

في حين قال مسؤول أمني كبير سابق، وصفته "هآرتس" بأنه مشارك في الخطة، قوله: "لا يوجد أحد مستعد لتحمل مسؤولية غزة القديمة، وهذا يتركنا أمام مشكلة يصعب التعامل معها، إذ تشعر المؤسسة الدفاعية بالإحباط".

وأوقف اتفاق وقف النار إبادة إسرائيلية في غزة بدأت في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وخلَّفت أكثر من 69 ألف شهيد فلسطيني وما يزيد على 170 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء.

لكنَّ جيش الاحتلال يخرق يومياً الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ما يسفر عن سقوط شهداء وجرحى فلسطينيين، فيما أعلنت حماس التزامها المطلق بالبنود، ودعت إلى إلزام تل أبيب بتطبيقها.