حماس تنفي انفتاحها على هدنة مؤقتة.. ونتنياهو يرسل وفداً إلى الدوحة لمحاولة دفع المفاوضات إلى الأمام
نفت حركة حماس السبت، تلقي الوسطاء أي رسائل تفيد بانفتاح الحركة على "هدنة مؤقتة" في قطاع غزة، في وقت أعلن فيه مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عزمه على إرسال وفد إلى الدوحة لمحاولة دفع المفاوضات مع حماس بشأن تبادل الأسرى إلى الأمام.
وأكد القيادي في حماس محمود مرداوي، بحسب بيان نشرته الحركة على منصة تليغرام، تمسك حماس باتفاق 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وقال إن "ما يجري تداوله بشأن تلقّي الوسطاء (مصر وقطر) رسائل تفيد بانفتاح حركة حماس على هدنة مؤقتة في قطاع غزة غير صحيح".
وأضاف مرداوي: "حماس تؤكّد تمسُّكها التامّ بالاتفاق الذي جرى التوصل إليه، مع ضرورة الانتقال إلى مفاوضات المرحلة الثانية وفقاً للمحددات المتفق عليها، وأن هذه الأنباء غير صحيحة ولا تمتّ إلى الواقع بصلة".
ومساء السبت أعلن مكتب نتنياهو عزمه على إرسال وفد إسرائيلي إلى الدوحة لمحاولة دفع المفاوضات مع حركة حماس بشأن تبادل الأسرى إلى الأمام، بعد تنصل تل أبيب منها.
وتحدثت هيئة البث العبرية الرسمية عما قالت إنه مبادرة أمريكية جديدة لإطلاق سراح 10 من الأسرى الإسرائيليين الأحياء بقطاع غزة، مقابل تمديد وقف إطلاق النار.
وفي مناورة لتجنب المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار التي تنصّ على إنهاء الحرب على غزة، تمارس حكومة بنيامين نتنياهو، وفق مراقبين، لعبة تبادل أدوار مع واشنطن عبر الحديث عن مبادرات تطرحها الأخيرة رغم كونها وسيطاً وضامناً للاتفاق.
وتركز جميع المبادرات، التي لم تؤكدها واشنطن رسمياً، على تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين دون وقف نهائي للحرب، تماشياً مع رغبة نتنياهو في إرضاء اليمين المتطرف داخل حكومته.
في هذا السياق نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة لم تسمّها، أن الوسطاء الإقليميين (مصر وقطر) ينتظرون زيارة ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة، التي قد تجري في الأيام المقبلة.
وبحسب المصادر، سيحمل ويتكوف مبادرة أمريكية تقضي بالإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين لدى حماس، مقابل تمديد وقف إطلاق النار لعدة أشهر، دون تحديد إطار زمني دقيق، وأضافت أن المفاوضات ستُجرى بين الولايات المتحدة وحركة حماس مباشرة، دون تدخل إسرائيل.
ووفقاً لتقديرات المخابرات الإسرائيلية، لا يزال 59 أسيراً إسرائيلياً في غزة، يُعتقد أن 35 منهم قُتلوا، فيما يُعتقد أن 22 آخرين ما زالوا أحياء، في حين يظل مصير اثنين غير معروف.
ومن بين هؤلاء 5 يحملون الجنسية الأمريكية، أبرزهم إيدان ألكسندر (21 عاماً) الذي يُعتقد أنه لا يزال على قيد الحياة.
والأحد الماضي انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة التي استمرت 42 يوماً، فيما تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية التي تشمل إنهاء الحرب.
وتؤكد حماس التزامها تنفيذ الاتفاق الذي دخل حيّز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني 2025، وتطالب بإلزام إسرائيل جميع بنوده، داعية الوسطاء إلى الشروع فوراً في مفاوضات المرحلة الثانية التي تشمل انسحاباً إسرائيلياً من القطاع ووقفاً كاملاً للحرب.
وفي بيان بوقت سابق السبت، أكدت حماس التي يوجد وفد منها بالقاهرة منذ الجمعة، أن جهود الوساطة التي تقودها مصر وقطر متواصلة لاستكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل وبدء مفاوضات المرحلة الثانية، وأشارت إلى وجود مؤشرات إيجابية في هذا الاتجاه، بلا مزيد من التفاصيل.
وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة بغزة خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.