دول عربية تُبدي ثقتها باحتواء السعودية والإمارات التصعيد في اليمن

أعلنت دول عربية، الثلاثاء، ثقتها باحتواء السعودية والإمارات التصعيد في اليمن، على ضوء تباين المواقف الحاصل بين البلدين، والمتعلق برفض المجلس الانتقالي الجنوبي الانسحاب من محافظتي حضرموت والمهرة شرقي اليمن.

By
دول عربية تبدي ثقتها باحتواء السعودية والإمارات للتصعيد في اليمن / AA

جاء ذلك في بيانات منفصلة، رصدتها الأناضول، صادرة عن وزارات الخارجية في كلٍّ من قطر والكويت وسلطنة عمان والبحرين ومصر والجامعة العربية، وذلك عقب تطورات متسارعة وغير مسبوقة منذ فجر الثلاثاء بين الرياض وأبوظبي بشأن اليمن.

وأشادت قطر في بيان للخارجية، بالبيانات الصادرة عن السعودية والإمارات بشأن تطورات اليمن.

ورأت أن بيانات الطرفين "تعكس الحرص على تغليب مصلحة المنطقة، وتعزيز مبادئ حسن الجوار، والاستناد إلى الأسس والمبادئ التي يقوم عليها ميثاق مجلس التعاون لدول الخليج العربية".

وأشارت إلى أن أمن السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي "جزء لا يتجزأ من أمن قطر"، مؤكدةً "دعمها الكامل للحكومة اليمنية الشرعية". وشددت على "أهمية الحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه، وصون مصالح الشعب اليمني الشقيق".

وأعلنت الكويت، الثلاثاء، أن أمن السعودية ودول الخليج "ركيزة أساسية" لأمنها الوطني، كما أشادت بـ"النهج المسؤول" للرياض وأبوظبي وحرصهما على استقرار المنطقة وتعزيز حسن الجوار.

وقالت الوزارة: "تؤكد الكويت متابعتها الحثيثة للتطورات والأحداث الجارية في اليمن، معربةً عن دعمها الثابت للحكومة اليمنية الشرعية".

وجددت الكويت، وفق البيان، "التأكيد أن أمن السعودية وأمن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية يشكلان ركيزة أساسية من ركائز أمنها الوطني، انطلاقاً من أواصر الأخوّة وروابط المصير المشترك التي تجمع دول المجلس".

أما سلطنة عمان، فقالت في بيان للخارجية، إنها "تتابع التطورات المتعلقة بالجمهورية اليمنية، وتؤكد استمرار موقفها الداعي إلى ضبط النفس، وتغليب صوت الحكمة، عبر معالجة جميع القضايا بالتي هي أحسن عبر الحوار وتحقيق التراضي والتفاهم الأخوي المنشود بما يخدم أمن ومصلحة اليمن والأمن الوطني لدول الجوار".

وأعربت كذلك عن "تأييدها المواقف الداعية لخفض التصعيد واحتوائه وإنهاء مسببات الأزمة من جذورها، مع أهمية احترام سيادة الجمهورية اليمنية وأمنها واستقرارها وإرادة أبنائها، وضرورة التوصل إلى حلول سياسية توافقية تُسهم في تحقيق السلام والوئام للجميع".

من جانبها، أعربت البحرين في بيان لوزارة خارجيتها، عن "تقديرها العميق، بصفتها رئيسة الدورة الحالية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتثمينها الدور المحوري الذي تضطلع به كل من السعودية الشقيقة والإمارات الشقيقة في دعم أمن واستقرار الجمهورية اليمنية الشقيقة".

وأكدت "ثقتها بحكمة قيادتي السعودية والإمارات وقدرتهما على احتواء أي تباينات في وجهات النظر ضمن إطار البيت الخليجي الواحد".

وشددت على ضرورة أن ينسجم احتواء هذه التباينات مع "مبادئ مجلس التعاون لدول الخليج العربية القائمة على التضامن والتفاهم ووحدة الصف، ويخدم التطلعات المشتركة لترسيخ الأمن والاستقرار والسلام والازدهار لصالح دول المنطقة وشعوبها الشقيقة".

وقالت مصر، في بيان للخارجية، إنها "تتابع باهتمام بالغ الأوضاع الأخيرة على الساحة اليمنية، من خلال الاتصالات المكثفة على أعلى المستويات وعلى مدار الساعة مع الأطراف المعنية كافة".

وعبَّرت عن "ثقتها التامة بحرص الأشقاء في كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على التعامل بحكمة مع التطورات الحالية في اليمن".

وأعربت عن "تقديرها البالغ لحكمة القيادتين السعودية والإماراتية في التعامل البنَّاء مع تطورات الأوضاع في اليمن، والحرص على تحقيق الاستقرار في اليمن والحفاظ على سيادته ومصالح شعبه الشقيق"، حسب البيان.

وشددت على أنها "لن تألو جهداً في مواصلة اتصالاتها المستمرة مع الأشقاء في السعودية والإمارات ومع الجانب اليمني وباقي الأطراف الإقليمية والدولية المعنية للعمل على خفض التصعيد".

في سياق متصل، ناشد أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، الثلاثاء، الدول الأعضاء في تحالف دعم الشرعية باليمن الحفاظ على التضامن العربي، وتغليب ضبط النفس، والتمسك بالموقف العربي الموحد الداعم للشرعية اليمنية.

وأعرب أبو الغيط، في بيان، عن "بالغ القلق بشأن التطورات المتلاحقة الخطيرة في الجمهورية اليمنية في أعقاب عدم تجاوب المجلس الانتقالي الجنوبي مع مطالبات مجلس القيادة الرئاسي" بسحب قواته من محافظتي حضرموت والمهرة شرقي البلاد.

كما أعرب أبو الغيط عن "الأمل في وقف التصعيد في محافظتي حضرموت والمهرة بشكل فوري".

وثمة رفض يمني وإقليمي ودولي واسع لدعوات المجلس الانتقالي إلى انفصال جنوب اليمن عن شماله، وعدم انسحابه من محافظتي حضرموت والمهرة.

العليمي : اليمن أمام مفترق طرق

ومساء الثلاثاء، رأى نائب رئيس المجلس أحمد سعيد بن بريك، في بيان، أن "إعلان دولة الجنوب العربي بات أقرب من أي وقت مضى".

كما حذر رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الثلاثاء، من أن اليمن يقف أمام مفترق طرق؛ "إما دولة واحدة بقرار واحد، وإما فوضى مفتوحة لن تتوقف عند حدودنا".

جاء ذلك خلال اجتماع مع سفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن، حيث شدد على أن طلب مغادرة القوات التي خرجت عن أساسيات التحالف الداعم للشرعية "مطلب سيادي طبيعي، لا يستهدف العلاقات، ولا يُنكر التاريخ، بل يحمي فكرة التحالف نفسها".

وتركز اللقاء، وفقاً لوكالة الأنباء الرسمية "سبأ"، حول آخر مستجدات الأوضاع المحلية وفي المقدمة المحافظات الشرقية، التي اقتضت اتخاذ جملة من القرارات والإجراءات الدستورية والقانونية من أجل حماية أمن المواطنين، وصون وحدة اليمن وسيادته.

وجدد العليمي تأكيد أن التطورات الأخيرة لم تكن خلافا سياسياً داخلياً، بل كانت تهديداً لوحدة القرار العسكري والأمني، وتقويضاً للمركز القانوني للدولة، وإعادة إنتاج لمنطق السلطات الموازية التي يرفضها المجتمع الدولي في كل بياناته وقراراته.

ويقول المجلس الانتقالي إن الحكومات المتعاقبة همّشت المناطق الجنوبية سياسياً واقتصادياً، ويطالب بانفصالها، وهو ما تنفيه السلطات اليمنية التي تؤكد تمسكها بوحدة البلاد.

وفي 22 مايو/أيار 1990، توحدت الجمهورية العربية اليمنية (شمال) مع جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (جنوب) لتشكيل الجمهورية اليمنية.

ويضم مجلس التعاون لدول الخليج العربية 6 دول هي: السعودية والإمارات وقطر والكويت وسلطنة عمان والبحرين، وأُسس في 25 مايو/أيار 1981، ومقره في الرياض.

وفجر الثلاثاء، أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بقيادة السعودية، أنه قصف جواً أسلحة وعربات قتالية بعد وصولها من ميناء الفجيرة الإماراتي على متن سفينتين إلى ميناء المكلا الخاضع لسيطرة المجلس الانتقالي.

وقالت السعودية، الثلاثاء، إن أمنها الوطني "خط أحمر"، وإن "الإمارات دفعت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي إلى تنفيذ عمليات عسكرية" على الحدود الجنوبية للمملكة في محافظتَي حضرموت والمهرة شرقي اليمن.

لكنّ الخارجية الإماراتية نفت، عبر بيان، ما قالت إنها "ادعاءات" بشأن توجيهها طرفاً يمنياً لتنفيذ عمليات عسكرية تمس أمن السعودية”، مشددةً على حرصها على أمن المملكة.

ولاحقاً، أعلنت وزارة الدفاع الإماراتية إنهاء مهام "ما تبقى من فرقها لمكافحة الإرهاب في اليمن"، وأنها أنهت عام 2019 وجودها العسكري، ضمن تحالف دعم الشرعية.

جاء ذلك بعد أن أعلن رئيس مجلس القيادة الرئاسي باليمن رشاد العليمي، في وقت سابق الثلاثاء، إلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع الإمارات، ضمن قرار نص على خروج قواتها كافة من البلاد خلال 24 ساعة.

ومنذ أوائل ديسمبر/كانون الأول الجاري، تسيطر قوات المجلس الانتقالي الجنوبي على حضرموت والمهرة، اللتين تشكلان نحو نصف مساحة اليمن (نحو 555 ألف كيلومتر مربع)، وترفض دعوات محلية وإقليمية للانسحاب.