نزوح أكثر من 62 ألف سوداني من الفاشر.. و"الصليب الأحمر" تدعو لوقف الهجمات فوراً
أكدت منظمة الهجرة الدولية اليوم الجمعة، نزوح أكثر من 62 ألف سوداني من مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور غربي السودان خلال 4 أيام من سيطرة قوات الدعم السريع عليها، بينما دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى وقف الهجمات فوراً.
وذكرت منظمة الهجرة أنّ تقديرات فرقها الميدانية تشير إلى نزوح 62 ألفاً و263 شخصاً من مواقع في الفاشر والقى المحيطة، خلال الفترة ما بين 26 و29 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وأشارت المنظمة إلى أنه في يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول وحده جرى تقدير نزوح 26 ألفاً و80 شخصاً من الفاشر، بينهم 25 ألفاً و305 نزحوا خارج المدينة بسبب انعدام الأمن، لافتة إلى أنّ القرى التي شملتها موجات النزوح هي "مبلانغ، وخاطر، وآدم درما، وتكتّك، وكركاب".
وعن الأوضاع في الفاشر، قالت المنظمة: "لا يزال الوضع متوتراً ومتقلباً، مع استمرار انعدام الأمن وحركة السكان المتواصلة".
من جانبها، أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الجمعة، عن إدانتها "الشديدة للانتهاكات المروعة" لقواعد الحرب في السودان، وقالت إنه "لا يمكن تبريرها" ودعت إلى وقفها فوراً.
خرق صارخ
وأكدت في بيان، أن "ما يتعرض له المدنيون من قتل داخل المستشفيات وإطلاق نار في أثناء فرارهم من منازلهم يمثل خرقاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي"، مضيفة أنّ "الانتهاكات المروعة لقواعد الحرب التي نشهدها في السودان لا يمكن تبريرها. لا يجوز قتل أي مريض داخل مستشفى، ولا إطلاق النار على أي مدني في أثناء محاولته الفرار من منزله".
وتابع البيان أنه "يجب أن تتوقف هذه الهجمات المروعة فوراً، وأن يُحترم القانون الإنساني الدولي"، مؤكداً أنّ العالم "أدار ظهره بينما يعاني المدنيون في السودان أهوالاً لا يمكن تصورها"، وأشار إلى أن أطراف النزاع "تواصل انتهاك القانون الإنساني الدولي دون محاسبة، رغم الدعوات المتكررة لاحترامه".
ولفتت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن المدنيين "يواجهون هجمات وحشية، وعنفاً جنسياً واسع النطاق، وتدميراً متعمداً للخدمات الأساسية"، مبينة أن المرافق التي كانت مخصصة لإنقاذ الأرواح تحولت إلى "مشاهد للموت والدمار".
والأحد الماضي، استولت "قوات الدعم السريع" على مدينة الفاشر، وارتكبت مجازر بحق مدنيين وفق مؤسسات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
والأربعاء، أقر قائد "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي" بحدوث "تجاوزات" من قواته بالفاشر، مدعياً تشكيل لجان تحقيق.
وفي أبريل/نيسان 2023، اندلعت الحرب بين الجيش و"قوات الدعم السريع" بسبب خلاف بشأن المرحلة الانتقالية، ما تسبب في مجاعة ضمن إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، وفي مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص.
وحالياً، باتت "الدعم السريع" تحتل كل مراكز ولايات دارفور الخمسة غرباً من أصل 18 ولاية بعموم البلاد، بينما يسيطر الجيش على معظم المناطق والولايات الـ13 المتبقية بالجنوب والشمال والشرق والوسط، بما فيها العاصمة الخرطوم.
ويشكل إقليم دارفور نحو خُمس مساحة السودان، غير أن معظم السودانيين الذين يبلغ عددهم 50 مليوناً يسكنون مناطق سيطرة الجيش.