السودان.. أطراف الصراع يبحثون في القاهرة سبل وقف الحرب عقب تجدّد الاشتباكات
بحثت قوى سياسية سودانية، بالعاصمة المصرية القاهرة، تشكيل "جبهة مدنية" لوقف القتال بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، وذلك عقب ساعات من تجدّد الاشتباكات بين الطرفين في الخرطوم، إذ سقط قتلى وجرحى بينهم مدنيون.
أجرت قوى سياسية سودانية، الثلاثاء، اجتماعات بالعاصمة المصرية القاهرة، لبحث تشكيل "جبهة مدنية" لوقف القتال بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع".
والتقى ممثلون عن قوى إعلان الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم سابقاً)، الأمين المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي بمقر الجامعة بالقاهرة، كما عقدوا اجتماعاً آخر منفصلاً مع السفير الأمريكي لدى السودان جون غودفري.
وقالت قوى إعلان الحرية والتغيير، في بيان، إن وفداً تابعاً لها التقى الأمين المساعد لجامعة الدول العربية، في إطار حشد وتنسيق الجهود الدولية والإقليمية، لوقف الحرب في السودان.
وأضاف البيان أن اللقاء مع زكي، شهد بحث تطورات الوضع في السودان، في ظل "استمرار الحرب وما يرافقها من كارثة إنسانية".
كما استعرض الوفد السوداني خلال الاجتماع، تشكيل "الجبهة المدنية العريضة" بهدف وضع حدٍّ للحرب، وفق البيان.
من جهته، أعلن غودفري، في بيان منفصل، أنه "حضر اجتماعات مثمرة في القاهرة، مع ممثلين عن المجتمع المدني السوداني، والائتلافات والأحزاب السياسية".
وجاءت تصريحات غودفري في بيان، نشرته السفارة الأمريكية عبر صفحتها على "فيسبوك".
وأشار البيان الأمريكي إلى أن الاجتماع بين القوى السودانية وغودفري عُقد لمناقشة جهود "قوى إعلان الحرية والتغيير" من أجل تشكيل "تحالف مدني تمثيلي قوي وموسع وشامل، يركز على استعادة الانتقال الديمقراطي في السودان فيما يتعلق بإنهاء القتال".
ميدانياً، أكد الجيش السوداني الاثنين تنفيذ قواته ضربات جوية جنوبي العاصمة الخرطوم، خلّفت "عشرات القتلى من قوات الدعم السريع".
وقال متحدث الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله: "نفذت قواتنا الجوية ضربات ناجحة في منطقة سوبا ومناطق جنوبي الخرطوم، أدت إلى تدمير عشرات المركبات ووقوع عشرات القتلى بين صفوف المليشيا المتمردة (الدعم السريع)".
من جانب آخر، نزح مئات من سكان حي جبرة جنوب الخرطوم بسبب احتدام القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي أجبرت البعض على مغادرة المنازل، حسب ما أفاد به شهود.
وقال أحد السودانيين المقيمين بجبرة إن "قوات الدعم السريع طالبتنا بمغادرة الحي بحجة أن المنطقة أصبحت منطقة عمليات".
وفي ضاحية غرب الخرطوم الكبرى أم درمان أفاد شهود بوقوع اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة "في منطقة السوق الشعبية وسط مدينة أم درمان وفي شارع الشنقيطي شمالها".
وفي إقليم دارفور بغرب البلاد دارت اشتباكات في مدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور. وقال مصدر عسكري: "قواتنا (الجيش) قتلت 16 من المتمردين وأسرت 14 بينهم ضابط".
كذلك شهدت مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور اشتباكات بين الطرفين في ظل سقوط قذائف على منازل المدنيين، حسب ما أفاد به سكان.
وأسفرت الحرب المتواصلة من دون أي أفق للحل عن مقتل 3900 شخص على الأقل حتى الآن، حسب منظمة أكليد غير الحكومية، علماً بأن مصادر طبية تؤكد أن الحصيلة الفعلية أعلى بكثير.