لبنان.. في الذكرى الثالثة لانفجار المرفأ يتمسك الأهالي بالعدالة والمحاسبة
يحيي لبنان الذكرى السنوية الثالثة لانفجار مرفأ بيروت، في الوقت الذي ما زالت فيه الحقيقة بعيدة، والكشف عن المتورطين غير متاح، فيما يواصل أهالي الضحايا تمسكهم بمطلب العدالة ومحاسبة المسؤولين.
أحيا لبنان (الجمعة) الذكرى السنوية الثالثة لانفجار مرفأ بيروت الذي ما زال ملف التحقيق بشأنه متوقفاً ويواجه عراقيل مرتبطة بالأزمة السياسية التي تعيشها البلاد.
ووقع الانفجار في 4 أغسطس/آب 2022 وأودى بحياة أكثر من 215 شخصاً وتسبب بإصابة نحو 6500 آخرين، بأضرار بقرابة 50 ألف وحدة سكنية، وقُدرت خسائره المادية بنحو 15 مليار دولار.
وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في تغريدة: "لأن الحقيقة وحدها تبلسم الجراح، فإن الأمل بأن تظهر شمس العدالة في قضية انفجار مرفأ بيروت في أقرب وقت".
بدوره، قال وزير العدل هنري الخوري، إنه "على يقين، ورغم كل الصعوبات التي تعوق مسار الملف، بأن القضاء سيصل إلى النهاية المرجوة وسيبيّن الحقائق كافة، وفاءً لدماء الشهداء وحمايةً لحقوق المتضررين".
من جهته، رأى وزير الداخلية بسام مولوي، في بيان، أن "ما يعرقل استئناف التحقيق في قضية انفجار مرفأ بيروت هو عدم وجود دولة في لبنان تطبق القانون".
في السياق نفسه، شارك دبلوماسيون في لبنان بينهم السفير التركي علي باريش أولوصوي بحضور وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، في دقيقة صمت داخل المرفأ، إحياءً للذكرى.
كان التحقيق في القضية قد توقف منذ ديسمبر/كانون أول 2021، عقب أكثر من 45 دعوى ضد قاضي التحقيق طارق بيطار، قدمها سياسيون ومسؤولون مدعى عليهم بالقضية، مستغلين مادة قانونية في أصول المحاكمات تجمّد عمل قاضي التحقيق في حال التشكيك بأدائه من المدعى عليه.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي حاول بيطار استئناف التحقيق؛ حيث أخلى سبيل 5 موقوفين في القضية، وادّعى على 8 أشخاص جدد، بينهم النائب العام التمييزي غسان عويدات.
وعلى خلفية التحقيقات في الانفجار، تبادل عويدات والبيطار ادّعاءات قضائية كل منهما بحق الآخر، ما دفع ميقاتي إلى التحذير من "تداعيات خطيرة لذلك".
وثمة جدل في لبنان بشأن قانونية استئناف البيطار تحقيقاته في الملف بعد توقف دام 13 شهراً نتيجة طلبات الرد التي قدمها المتهمون (نواب ووزراء سابقون) بحقّه.
ويواصل أهالي ضحايا الانفجار الذين نفّذوا سابقاً عدة تحركات في الشارع، تمسّكهم بـ"مسيرة العدالة والمحاسبة، رافضين الاستسلام".