في جنوب دارفور.. مستشفى تركي يكافح لتقديم خدماته إلى سكان الإقليم

يواجه المستشفى التركي في مدينة نيالا تحديات كبيرة، لكنه يحافظ على دوره في خدمة سكان الإقليم الذي يعاني عدم استقرار الأوضاع الأمنية والمعيشية، وجاءت فكرة إنشاء المستشفى بعد زيارة الرئيس التركي للسودان عام 2006.

تبلغ مساحة المستشفى التركي بنيالا 11 ألف متر مربع، كما يضم 150 سريراً، منها 46 سريراً للعناية المشددة / صورة: AA / AA

يواصل المستشفى التركي في مدينة نيالا في مركز ولاية جنوب دارفور أداء مهامه، ليكون الملجأ الوحيد للمرضى في المنظمة في ظل استمرار المواجهات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في السودان، وانعدام الأمن وارتفاع تكاليف العلاج.

وافتتح المستشفى رسمياً في 2014، على يد البروفيسور أمر الله إشلر، نائب رئيس الوزراء التركي حينها تحت إشراف "الوكالة التركية للتعاون والتنسيق" (تيكا) بتكلفة بلغت 35 مليون دولار.

وجاءت فكرة المستشفى وفقاً للصحفي عيسى دفع الله بمبادرة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إبان زيارته للسودان في 2006، إذ اتُّفق بموجبه على إدارة مشتركة للمستشفى بين السودان وتركيا، التي رصدت منذ ذلك الوقت ميزانيات عالية لتسييره.

وتبلغ مساحة المستشفى التركي بنيالا 11 ألف متر مربع، كما يضم 150 سريراً، منها 46 سريراً للعناية المشددة، وثلاث غرف للعمليات، وقسمين للتوليد، وقسماً للتصوير الشعاعي ومخبراً.

إنقاذ الأرواح من ركام الحرب

قال الدكتور مصطفى عمر أوباما، أحد الأطباء العاملين بالمستشفى، إن "المستشفى التركي ظل ومنذ بداية الحرب يكافح في إنقاذ الأرواح من ركام الحرب".

وأضاف أنه "رغم المواجهات، بات المستشفى التركي الملجأ الأول لضحايا الحرب في الإقليم وبخاصة الذين يسقطون في المدينة وبعض المناطق المجاورة".

وبفضل المستشفى التركي بنيالا، بات المواطنون في إقليم دارفور غير مضطرين إلى السفر إلى الخارج لتلقي العلاج.

إذ يضم المستشفى أفضل الأطباء الاختصاصيين في مختلف الأقسام، كما يحتل موقعاً مميزاً واستراتيجياً في المدينة، ما يسهل وصول المرضى من المدينة ومداخلها بكل سهولة.

ويقدم المستشفى التركي خدماته الصحية لجميع فئات الشعب السوداني بغض النظر عن خلفياتهم السياسية أو القبلية أو العرقية.

يستقبل عشرات المرضى يومياً

وأكد الصحفي السوداني عيسى دفع الله أنه "لولا وجود المستشفى التركي وكوادره في الأقسام المختلفة لكان معظم المصابين جراء المواجهات في نيالا، والذين يأتون من المدن الأخرى من المدنيين في عداد الموتى".

ولفت إلى أن "معظم المستشفيات في إقليم دارفور خرجت عن الخدمة تماماً لموقعها الجغرافي في دائرة الخطر، وانعدمت أدوات التشغيل، إلا أن المستشفى التركي ظل يعمل ويقدم أفضل الخدمات لمرضى الإقليم".

وأشار إلى أن المستشفى "يستقبل يومياً عشرات المرضى، الذين يتلقون العلاج من أقسامه المختلفة، وبخاصة أقسام الجراحة والنساء والتوليد".

ولكن "دفع الله"، لا يخفي قلقه بشأن استمرار عمل المستشفى إذا لم يتوقف الاقتتال، ولم يقدم الدعم اللازم له، في ظل إغلاق الطرقات من نيالا وإليها، ما يصعب إيصال الدواء له، الذي يأتي من ميناء بورتسودان (شمال شرق)، علاوة على اكتظاظه بالمرضى فوق قدرته الاستيعابية.

وتواجه المستشفيات الحكومية في الخرطوم ودارفور، على وجه الخصوص، مشكلات وتحديات مالية عدة تهدد استمرارها في تقديم الخدمات للمرضى والمصابين، وبخاصة في ظل الاشتباكات العنيفة التي تشهدها البلاد بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، إذ أوقع 3 آلاف قتيل، ونزوح ولجوء أكثر من 3 ملايين شخص.

وفي 28 يونيو/حزيران المنصرم، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للبرهان، خلال تبادلهما تهاني عيد الأضحى، استمرار المستشفى التركي بنيالا، في تقديم الخدمات الطبية خلال هذه المحنة التي يمر بها الشعب السوداني، وجاهزية الحكومة التركية لمواصلة جهودها في تقديم المساعدات الإنسانية له.