قصفت القوات الروسية وسط مدينة تشيرنيغيف شمال أوكرانيا، ما أدى حسب كييف إلى مقتل سبعة وإصابة 110، بُعيد اجتماع للرئيس الروسي بوتين مع قادة الجيش.

من جهته أعلن الجيش الروسي "القضاء" على 150 جندياً أوكرانياً حاولوا عبور نهر دنيبرو، خط الجبهة في جنوب أوكرانيا، حيث تسعى قوات كييف لاختراق دفاعات موسكو.

وقال الرئيس الأوكراني زيلينسكي في حسابه على تليغرام: "أصاب صاروخ روسي وسط مدينة تشيرنيغيف"، مضيفاً: "أصيبت ساحة وجامعة بوليتكنيك. سبت عاديّ حوّلته روسيا إلى يوم ألم وخسائر. يوجد قتلى وجرحى".

ونتج عن الهجوم مقتل سبعة على الأقل و110 جرحى، حسب حصيلة أوردها السبت رئيس البلدية بالنيابة.

وفاجأ القصف سكان المدينة التي بقيت بمنأى عن الهجمات الواسعة النطاق خلال الأشهر الأخيرة، بعدما حاصرتها القوات الروسية في بدء الهجوم في فبراير/شباط 2022.

سكان المدينة يحكون عن القصف

قالت إيرينا، وهي نادلة تبلغ 24 عاماً، "ما زلت في صدمة لأن ذلك لم يحدث منذ فترة طويلة".

وأوضحت: "اعتقدنا أن شرفة انهارت. ولكن عندما خرجنا، وجدنا أن الواجهة تحطمت وكان هناك دخان، والناس يتراكضون وهم يبكون أو يئنون".

وأوردت فيكتوريا مديرة المقهى: "نحن في حالة حرب، وللأسف لم ينتهِ الأمر".

وندّدت الأمم المتّحدة بالهجوم الروسي "الشنيع" في وسط مدينة تشيرنيغيف، وقالت المنسّقة الانسانية للمنظمة في أوكرانيا دونيز براون في بيان "من الشنيع مهاجمة الساحة الرئيسية لمدينة كبيرة، صباحاً، فيما الناس يتنزّهون، ويتوجّه بعضهم إلى الكنيسة لإحياء مناسبة دينية".

وجرى القصف بعدما أعلنت كييف هذا الاسبوع إحراز تقدّم محدود في شرق البلاد وجنوبها في إطار هجومها المضاد لتحرير المناطق التي تحتلّها روسيا، وبعدما أعطت واشنطن الجمعة الضوء الأخضر للدنمارك وهولندا لإرسال مقاتلات أميركية من طراز إف-16 إلى أوكرانيا.

كما يأتي الهجوم في أثناء زيارة الرئيس الأوكراني زيلينسكي السويد، التي قدمت آلاف الأسلحة المضادة للدبابات لكييف، والتي باتت على وشك الانضمام إلى الحلف الأطلسي.

وتركز المناقشات مع رئيس الوزراء أولف كريسترسون على "التعاون في مجال الدفاع" ولا سيما تسليم محتمل لمركبات المشاة القتالية السويدية من طراز "CV-90s"، وفق ما أوضح الرئيس الأوكراني على تليغرام.

بوتين يجتمع مع قادة الجيش

وتعرضت مدينة تشيرنيغيف للقصف بُعيد اجتماع أعلنه الكرملين صباح السبت بين فلاديمير بوتين وقادة الهجوم في أوكرانيا في مدينة روستوف أون دون في جنوب روسيا، قرب الحدود الأوكرانية.

ولم توضح موسكو متى عُقد الاجتماع لكنّ صوراً نشرتها وسائل الإعلام الرسمية أظهر ت أنه عُقد خلال الليل.

وأفاد الكرملين في بيان بأنّ "بوتين عقد اجتماعاً في المقرّ العام للعملية العسكرية الخاصة في روستوف أون دون".

وأضاف أنّ "الرئيس استمع إلى تقارير رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف وقادة قطاعات ومسؤولين آخرين".

وروستوف أون دون القريبة من الحدود الأوكرانية هي مقر قيادة عمليات القوات الروسية في أوكرانيا.

وكانت المدينة في يونيو/حزيران مسرحاً لتمرد خاضته مجموعة المرتزقة فاغنر بقيادة يفجيني بريغوجين وسيطرت خلاله لفترة وجيزة على المقر العام للجيش قبل أن توقف حركتها.

وبثّت وكالة ريا نوفوستي للأنباء مقطع فيديو يظهر فيه بوتين خارجاً من سيارة جيب خلال الليل قبل أن يستقبله الجنرال غيراسيموف الذي قلّما ظهر علنا منذ محاولة التمرد التي استهدفته تحديداً. كما أن بوتين نادراً ما يزور المناطق القريبة من الجبهة.

إحباط هجمات

والسبت، أعلن الجانبان التصدّي لهجمات بمسيرات، في وقت تزيد كييف تلك الهجمات على الأراضي الروسية في إطار الهجوم المضادّ الذي تشنّه منذ مطلع حزيران/يونيو لتحرير أراضيها من القوات الروسية.

وقال الجيش الروسي إنه أحبط هجوماً أوكرانيّاً بطائرة مسيرة على مطار عسكري في منطقة نوفغورود الواقعة بين موسكو وسان بطرسبرغ التي لم يسبق استهدافها، والتصدي لمسيرة أخرى استهدفت موسكو ومحيطها.

وأوضح في بيان "أن قوات الدفاع الجوية تصدت لهجوم بطائرة مسيّرة" مشيراً إلى أنها "تحطّمت في منطقة مهجورة بالقرب من بوتيلكوفو"، في الضاحية الشمالية الغربية لموسكو. وأضاف: "لم تقع إصابات أو أضرار".

من جانبها، أعلنت القوات المسلّحة الأوكرانية صباح السبت إسقاط "15 طائرة مسيّرة" روسية خلال الليل.

وكتب سلاح الجو على تليغرام أن القوات الروسية "شنّت هجوماً من الشمال بطائرات هجومية من طراز شاهد 136/131، أُطلق خلاله ما مجموعه 17 مسيّرة هجومية من منطقة كورسك".

كما أعلن الجيش الروسي السبت إحباط هجوم أوكراني بواسطة صاروخ مضاد للطائرات من منظومة إس-200 للدفاع الجوي استُخدم لضرب أراضي القرم.

وغالباً تُستهدف شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا. وأكدت كييف مراراً عزمها على استعادة جميع الأراضي التي احتلتها موسكو بما فيها القرم.