السودان: البرهان يصل لبورتسودان و"الدعم السريع" تطرح رؤية لتأسيس دولة جديدة
تزامناً مع وصول قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، الأحد، إلى بورتسودان، أصدرت قوات "الدعم السريع" بياناً أبدت فيه انفتاحاً للتفاوض من أجل وقف طويل الأمد لإطلاق النار، وطرحت رؤية لتأسيس "دولة جديدة".
أبدت قوات "الدعم السريع" في السودان استعدادها للتفاوض من أجل وقف طويل الأمد لإطلاق النار مع الجيش، وعرضت رؤيتها "لتأسيس الدولة السودانية الجديدة".
جاء ذلك في بيان صدر في وقت متأخر من مساء يوم الأحد، تزامناً مع دخول القتال بين الطرفين أسبوعه الـ20 دون إعلان أي طرف النصر.
وقال البيان إن "الحرب التي تدور في السودان هي انعكاس أو مظهر من مظاهر الأزمة السودانية المتطاولة. وذلك يستوجب أن يكون البحث عن اتفاق لوقف إطلاق نار طويل الأمد مقروناً بمبادئ الحل السياسي الشامل، الذي يعالج الأسباب الجذرية لحروب السودان".
وبموجب رؤية "تأسيس الدولة السودانية الجديدة"، ألزم حميدتي قوات "الدعم السريع" بالمبادئ التي طُرحت سابقاً مثل الحكم الاتحادي متعدد الثقافات والانتخابات الديمقراطية والجيش الواحد.
زيارة بورتسودان
جاء عرض "الدعم السريع" بعد وصول قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، الأحد، إلى بورتسودان في أول جولة له خارج العاصمة منذ اندلاع القتال.
وأفاد بيان صادر عن مجلس السيادة السوداني الذي يترأسه البرهان بأنه "وصل اليوم (الأحد) إلى مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر".
وأضاف البيان أن نائب رئيس المجلس السيادي مالك عقار "كان في استقباله (البرهان) بمطار بورتسودان"، المدينة التي تقع بمنأى من أعمال العنف والقتال، الذي يتركز في العاصمة وضواحيها وإقليم دارفور في غرب البلاد. وتقول مصادر حكومية إن البرهان سيتوجه بعد ذلك إلى السعودية ومصر لإجراء محادثات.
ومنذ بدء القتال في 15 أبريل/نيسان، التزم البرهان مقر قيادة الجيش، وسط العاصمة، الذي يتعرض لهجمات كثيرة من قوات الدعم السريع.
وحذر السياسيون المؤيدون للديمقراطية البرهان من إعلان حكومة جديدة، قائلين إن ذلك سيدفع قوات "الدعم السريع" إلى تشكيل سلطة موازية.
بدوره كتب جون جودفري، سفير الولايات المتحدة لدى السودان، يوم الجمعة، على منصة "إكس" يقول: "على المتحاربين الذين أظهروا أنهم غير مؤهلين للحكم إنهاء الصراع ونقل السلطة إلى حكومة مدنية انتقالية".
ميدانياً، استمرت الاشتباكات والغارات الجوية في العاصمة وضواحيها، حسبما أفاد به شهود عيان.
وقال مصدر طبي في الخرطوم، الأحد: "قُتل 5 أشخاص جراء سقوط صواريخ على المنازل".
وأسفرت الحرب عن مقتل نحو 5 آلاف شخص، وفق منظمة "أكليد" غير الحكومية. لكن الحصيلة الفعلية تبدو أكبر لأن الكثير من مناطق البلاد معزولة تماماً، كما يتعذر دفن الكثير من الجثث المتناثرة في الشوارع، ويرفض الجانبان الإبلاغ عن خسائرهما.
وفي أربعة أشهر، أُجبر أكثر من 4.6 مليون شخص على الفرار، وفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) التي أكدت أن "أكثر من 700 طفل ينزح بسبب الحرب في كل ساعة تمر".
وحذرت الأمم المتحدة من "كارثة إنسانية لها أبعاد هائلة" مع تزايد الجوع وانهيار الرعاية الصحية وتدمير البنية التحتية.