استشهاد طفلين برصاص جيش الاحتلال في القدس.. ومستوطنون يهدمون مساكن بالأغوار

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم الجمعة، استشهاد طفلين برصاص جيش الاحتلال شمال غربي القدس، تزامناً مع هدم المستوطنين مساكن وحظائر في الأغوار الشمالية.

By
استشهاد طفلين برصاص الجيش الاحتلال الإسرائيلي في بلدة الجديرة شمال غربي مدينة القدس بالضفة الغربية المحتلة

وذكرت الوزارة أنّ الطفلين محمد عبد الله تيم (16 عاماً) ومحمد رشاد فضل قاسم (16 عاماً)، استُشهدا برصاص الاحتلال في بلدة الجديرة شمال غربي القدس، بعد أن أطلقت القوات الإسرائيلية وابلاً من الرصاص الحي عليهما واحتجزت جثمانيهما.

وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان أنه رصد شخصين ألقيا زجاجات حارقة على طريق مركزي في البلدة، وأن وحدة خاصة "حيّدتهما" من دون وقوع إصابات في صفوف قواته. في المقابل قالت محافظة القدس إن قوات الاحتلال أطلقت النار بكثافة على الفتيين قرب جدار الفصل العنصري، في منطقة مأهولة بالمنازل.

ويحيط بمدينة القدس جدار أسمنتي بارتفاع يفوق 8 أمتار وطول يبلغ نحو 202 كيلومتر، أُقيم معظمه على أراضٍ في الضفة الغربية، وتؤكد الأمم المتحدة أنه يهدف إلى ضم أراضٍ فلسطينية، فيما تعتبره محكمة العدل الدولية في رأي استشاري عام 2004 غير قانوني.

هدم مساكن 

في سياق متصل أفاد معتز بشارات مسؤول ملف الاستيطان في محافظة طوباس، بأن مستوطنين هدموا مساكن وحظائر ماشية في خربة حمصة بالأغوار الشمالية للمواطن ياسر محمود أبو كباش ونجله، باستخدام جرافات إسرائيلية.  

ولفت إلى أن قوات الاحتلال هدمت تلك المساكن قبل إعادة إنشائها، قبل نحو عامين، بلا إشارة إلى عددها، وأشار إلى أن الهدم يأتي ضمن مخططات تهدف إلى تفريغ الأغوار من سكانها الفلسطينيين.

وندد بشارات بتصاعد اعتداءات المستوطنين، وقال إنها تأتي في إطار تفريغ الأغوار من الفلسطينيين والسيطرة على أوسع مساحة من الأرض.

تندرج هذه الاعتداءات ضمن موجة تصعيد إسرائيلية واسعة في الضفة من الجيش والمستوطنين بدأت بالتزامن مع بدء حرب الإبادة الإسرائلية بغزة في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

تراجع عن خطط تقليص جنود الاحتلال 

من جهة أخرى كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الجمعة، أن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير قرر تجميد خطة لتقليص أعداد الجنود المنتشرين في الضفة بعد تحذيرات من جهاز الأمن العام (الشاباك) الذي قال إنه أحبط أكثر من 1200 هجوم منذ مطلع العام.

وأوضحت الصحيفة أن القرار جاء عقب اجتماع للمجلس الوزاري المصغر "الكابينت"، اعترضت فيه وزيرة الاستيطان أوريت ستروك على خطة التقليص، معتبرة أنها "تعرّض المستوطنين للخطر".

ولا تقديرات رسمية إسرائيلية بعدد الجنود المنتشرين في الضفة الغربية، إلّا أن جيش الاحتلال عزز وجوده العسكري في الضفة منذ بدء حرب الإبادة في غزة عام 2023، ونشر آلاف الجنود والاحتياط حول المستوطنات، فيما تزايدت اعتداءات المستوطنين المسلحين ضد الفلسطينيين بشكل شبه يومي تحت حماية الجيش.

ووفق الصحيفة العبرية فإن الجيش عزز وجوده العسكري في مستوطنات الضفة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بنشر آلاف من جنود الاحتياط لمنع هجمات أو محاولات تسلل، إلا أنه يبحث حالياً تقليص قواته تدريجياً ونقل بعض مهام الحماية إلى "فرق الطوارئ المحلية" التي يشكلها المستوطنون بتمويل وتجهيز من وزارة الدفاع الإسرائيلية.

وأوضحت الصحيفة أن القيادة العسكرية تقر بعدم قدرة الجيش على الحفاظ على مستويات الانتشار الحالية لفترة طويلة، مشيرة إلى أن الخطة طويلة المدى تقضي بتولي المستوطنين مهام أمنية محلية في الضفة، حيث يعيش أكثر من نصف مليون مستوطن، وفق تقديرات حركة "السلام الآن".

وأضافت أن الجيش بدأ بالفعل تسريحاً تدريجياً لقوات الاحتياط على مختلف الجبهات، في إطار التحول من العمليات الحربية إلى "روتين أمني مكثف" على الحدود.

وبحسب الصحيفة، سيُسحَب نحو لواءين ونصف من قوات الاحتياط من المهام الدفاعية بلا تحديد لمواقعها، وسيُستبدَل بلواءين احتياطيين آخران نظاميان على الحدود الشمالية، فيما ستحلّ كتائب من لواءي "غفعاتي" و"كفير" مكان قوات الاحتياط في الضفة الغربية.

كما نقلت الصحيفة أن الجيش أعاد توزيع مئات الجنود النظاميين من وحدات النخبة التي قاتلت في غزة إلى الضفة الغربية، على أن يحدث تخفيض أوسع في ديسمبر/كانون الأول القادم لمنح عشرات آلاف الجنود "استراحة ضرورية" بعد شهور من العمليات العسكرية.

ووفق إحصاءات فلسطينية، أسفرت الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 عن استشهاد أكثر من 1060 فلسطينياً وإصابة نحو 10 آلاف آخرين، إلى جانب اعتقال أكثر من 20 ألف شخص بينهم 1600 طفل، فيما خلّفَت الحرب الإسرائيلية في غزة أكثر من 68 ألف شهيد و170 ألف جريح خلال عامين من العمليات العسكرية.