إيمان زواريوقال شهود عيان إن قوات من جيش الاحتلال اقتحمت مدينة نابلس (شمال) من عدة محاور، وداهمت منازل فلسطينية وفتشتها، ودمّرت محتوياتها.
وذكر الشهود أن اشتباكاً مسلحاً وقع بين فلسطينيين وجيش الاحتلال في محيط مخيّمي عسكر وبلاطة شرقي نابلس. وانسحبت القوات من المدينة بعد عملية عسكرية استمرت نحو 6 ساعات.
وقالت فصائل فلسطينية مقاومة، بينها "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، إن مقاتليها خاضوا اشتباكاً مسلحا مع جيش الاحتلال الإسرائيلي وفجّروا عبوات ناسفة في قواته.
كما نفّذ جيش الاحتلال أيضاً، اقتحامات في مناطق متفرقة بالضفة، تركزت في مخيم الجلزون شمالي رام الله، اعتقل خلالها عدداً من الفلسطينيين.
يأتي ذلك فيما يواصل عمليته العسكرية في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس شمال الضفة، وسط سماع أصوات تبادل لإطلاق النار، وتفجيرات بين حين وآخر.
عدوان مستمر على جنين وطولكرم
وقالت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن العدوان المستمر على مخيم جنين منذ 24 يوماً، أجبر 20 ألف مواطن على النزوح، وسط ودمار واسع وأزمة إنسانية خانقة تهدد حياة المواطنين.
وأضافت المصادر أن 470 منشأة ومنزلاً تعرضت للدمار الكلي أو الجزئي جراء القصف والتدمير المستمر، كما يعاني أهالي المخيم ومدينة جنين من انقطاع كامل للمياه والكهرباء، ونقص حادّ في الطعام والاحتياجات الأساسية، بخاصة للأطفال، كما توقفت المدارس والخدمات الصحية تماماً.
وذكرت "وفا" أن الاحتلال اعتقل 120 فلسطينياً من جنين ومخيمها، وأخضع عشرات للتحقيق الميداني، فيما نفذ 153 عملية دهم للمنازل و14 عملية قصف جوي، ما أدى إلى أضرار جسيمة في البنية التحتية والأحياء السكنية.
كما أفاد نادي الأسير بأن الاحتلال اعتقل 380 فلسطينياً على الأقلّ من محافظات جنين وطولكرم وطوباس منذ بداية العدوان الحالي.
وفي مدينة طولكرم قالت "وفا" إن قوات الاحتلال دفعت الليلة الماضية (الخميس) بتعزيزات عسكرية نحو المدينة ومخيميها وسط تحليق مكثف لطيران الاستطلاع، وداهمت عدداً من المنازل، وخرّبت محتوياتها ودققت في هويات الأهالي وأخضعتهم للتحقيق الميداني.
واعتقلت قوات الاحتلال شابّاً من منزله، في حين اعتقلت قوة خاصة إسرائيلية تسللت إلى داخل مركبة مدنية، شابّاً من الحي الغربي للمدينة.
وأشارت "وفا" إلى أن قوات الاحتلال ما زالت تستولي على مبانٍ سكنية في الحي الشرقي وتحولها ثكنات عسكرية، تحديداً القريبة من مخيم طولكرم، وسط حصار مشدد ومنع سكانه من الخروج والتنقل للحصول على احتياجاتهم الأساسية.
وانتشر جنود الاحتلال بعد منتصف الليل بكثافة في شوارع المدينة، وسط عمليات تفتيش وتمشيط واسعة.
كما اقتحمت آليات الاحتلال ضاحية ذنابة شرق طولكرم، وجابت شوارعها وأحياءها، وداهمت القوات عدداً من المنازل وفتشتها وأخضعت الأهالي للتحقيق الميداني.
وواصلت قوات الاحتلال حصارها لمخيمي طولكرم ونور شمس وتحويلهما منطقة عسكرية، مستولية على المنازل والمباني السكنية التي حولتها ثكنات عسكرية بعد إجبار سكانها على إخلائها، في ظل البرد القارس.
وفي 21 يناير/كانون الثاني الماضي بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عدواناً عسكرياً على شمال الضفة استهله بمدينة جنين ومخيمها وبلدات في محيطهما، ما أدى إلى استشهاد 25 فلسطينياً، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
ثم وسّع الجيش عدوانه إلى مدينة طولكرم في 27 يناير/كانون الثاني، حيث استُشهد 5 فلسطينيين، فيما بدأ في 2 فبراير/شباط الجاري عملية أخرى في بلدة طمون ومخيم الفارعة بمحافظة طوباس، لينسحب بعد 7 أيام من طمون، وبعد 11 يوماً من مخيم الفارعة.
وفجر الأحد وسّع جيش الاحتلال عدوانه ليشمل مخيم نور شمس شرق المدينة، فيما ادعى أن قواته استهدفت "عدداً من المخربين واعتقلت آخرين" حسب وصفها.
ومنذ بدء الإبادة في قطاع غزة، وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 912 فلسطينياً، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال 14 ألفاً و500 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادةبغزة خلّفت نحو 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
