وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في استقبال روبيو الذي تُعَدّ زيارته الأولى إلى إسرائيل والشرق الأوسط منذ توليه منصبه في 21 يناير/كانون الثاني الماضي.
وتزامنت الزيارة مع دعوات من عدة أطراف دولية، أبرزها الولايات المتحدة وقطر ومصر، للبدء في المحادثات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
ومن المتوقع أن يلتقي الوزير الأمريكي مسؤولين إسرائيليين، بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لبحث سبل دفع المفاوضات قدماً وتجنب التصعيد العسكري في قطاع غزة.
وتجدر الإشارة إلى أن روبيو معروف بتأييده المستمر لإسرائيل حتى قبل توليه منصبه الحالي.
وفي وقت سابق أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن روبيو سيزور كلاً من ألمانيا وإسرائيل والسعودية والإمارات بين 13 و18 فبراير/شباط للمشاركة في محادثات دبلوماسية رفيعة المستوى.
في السياق ذاته، يواصل الوسطاء الدوليون الضغط على إسرائيل وحركة حماس لاستئناف المفاوضات حول المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى. وكان من المفترض أن تبدأ المفاوضات في 3 فبراير/شباط الجاري، إلا أن حكومة نتنياهو لم تتخذ خطوات ملموسة، ما دفع عائلات الأسرى إلى تصعيد مطالبها بإتمام الاتفاق قبل اتخاذ أي قرارات عسكرية جديدة.
وفي تطور آخر، سلّمت كتائب القسام وسرايا القدس، الجناحان العسكريان لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، ثلاثة أسرى إسرائيليين إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر. من بين هؤلاء اثنان يحملان الجنسيتين الأمريكية والروسية، وذلك في إطار الدفعة السادسة من صفقة التبادل.
يُذكر أن تنفيذ الصفقة شهد تأجيلات متعددة، إذ أعلنت حماس تجميد الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين الأسبوع الماضي احتجاجاً على الانتهاكات الإسرائيلية للبروتوكول الإنساني للاتفاق، التي شملت استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة، وتأخير عودة النازحين، ومنع دخول 400 كرفان للإيواء، بالإضافة إلى عرقلة وصول المساعدات الطبية والغذائية.
ويستمر تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، الذي بدأ في 19 يناير/كانون الثاني 2025، على ثلاث مراحل تمتد كل منها 42 يوماً، مع ضرورة التفاوض على كل مرحلة بشكل منفصل قبل الانتقال إلى المرحلة التالية.
وفي هذا الإطار تتواصل الوساطات المكثفة من مصر وقطر لإنقاذ الاتفاق في ظل الانتهاكات الإسرائيلية والثغرات اللوجستية التي حالت دون تنفيذ بعض بنود المرحلة الأولى بشكل كامل.
منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية عن استشهاد وإصابة نحو 160 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود لا تزال جثثهم تحت الأنقاض.
