جاء ذلك في وقت عبّرت فيه الحكومة السودانية عن اعتراضها على استضافة كينيا لاجتماعات هذه القوى، معتبرة أن ذلك يشكل "مؤامرة" لتأسيس حكومة تدعمها قوات الدعم السريع.
وقد جرى التوقيع على الميثاق مساء السبت بعد خمسة أيام من المداولات التي رفضتها الحكومة السودانية وأحزاب سياسية مؤيدة ومعارضة لها، مشيرة إلى أن تلك المفاوضات تهدد وحدة البلاد.
ووقّع على الميثاق عبد الرحيم دقلو عن قوات الدعم السريع، جوزيف توكا عن الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، والهادي إدريس عن حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي، فضل الله برمة ناصر رئيس حزب الأمة القومي، وإبراهيم الميرغني القيادي في الحزب الاتحادي الأصل.
ويهدف الميثاق إلى تحقيق السلام العادل في السودان، إيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، والعمل على استعادة النظام الديمقراطي المدني. كما يشتمل على مقترحات لإنهاء تعدد الجيش وتأسيس جيش موحد، واستعادة النظام الاقتصادي والمصرفي.
وينص الميثاق على أن يكون النظام في السودان ديمقراطياً وتعددياً، مع تبني الحكم اللامركزي الذي يعترف بحقوق الأقاليم في إدارة شؤونها السياسية والاقتصادية والثقافية.
وحتى صباح الأحد، لم يصدر أي تعليق من الحكومة السودانية على الميثاق. وكان وزارة الخارجية السودانية أعلنت الخميس عن استدعاء سفير الخرطوم في نيروبي احتجاجاً على استضافة كينيا الاجتماعات، واتهمت الحكومة السودانية كينيا بدعم "مؤامرة لتأسيس حكومة" لقوات الدعم السريع.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الكينية أن استضافة الاجتماعات كانت في إطار جهودها لإيجاد حلول لوقف الحرب في السودان بالتنسيق مع الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، وهو ما قوبل برفض من الحكومة السودانية التي اعتبرت ذلك يشجع على تقسيم الدول الإفريقية.
منذ بدء الحرب في أبريل 2023، تشهد نيروبي اجتماعات بين قوى معارضة وحركات مسلحة تسعى لتشكيل حكومة موازية تحت اسم "تحالف السودان التأسيسي" بمشاركة قوات الدعم السريع.
في السودان، تتراجع مناطق سيطرة قوات الدعم السريع لصالح الجيش السوداني في عدة ولايات، بما في ذلك الخرطوم. وبالرغم من القتال المستمر، لم تمتد الحرب إلى شمال البلاد وشرقها. وتُظهر التقارير أن الحرب أسفرت عن أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، بينما قدر بحث جامعي أمريكي عدد القتلى بنحو 130 ألفاً.
