الاحتلال ينسحب من قباطية مخلفاً دماراً هائلاً.. والمستوطنون يصعّدون في الضفة والقدس

انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح الأحد، من بلدة قباطية جنوب جنين بعد يومين من العدوان والحصار، مخلفة دماراً واسعاً في البنية التحتية وممتلكات المواطنين، في وقت صعّد فيه مستوطنون اعتداءاتهم في مناطق متفرقة من الضفة الغربية والقدس المحتلة.

By
جيش الاحتلال ينسحب من قباطية بعد يومين من العدوان / AA

وقال رئيس بلدية قباطية أحمد زكارنة لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إنّ قوات الاحتلال عزلت البلدة بالكامل منذ اقتحامها مساء الجمعة، وفرضت منع تجول شاملاً، وأغلقت الشوارع والحارات بالسواتر الترابية، وجرفت طرقاً رئيسية، ما أدى إلى شلل تام في الحركة وتكبيد البلدة خسائر اقتصادية بمئات آلاف الشواكل.

وأوضح زكارنة أن طواقم إسعاف البلدية تمكنت، رغم الحصار، من نقل نحو 30 حالة مَرَضية يومياً إلى المركز الطبي في البلدة ومستشفيات جنين، مشيراً إلى أن العدوان تسبب بإغلاق مصانع مناشير الحجر البالغ عددها نحو 200، إضافة إلى سوق الخضار المركزية والمحال التجارية والمزارع.

وأضاف أن الاحتلال جرف شوارع جرى تعبيدها مؤخراً، ودمر محولين كهربائيين بقيمة 60 ألف شيكل لكل منهما، وقطع مئات الأمتار من كوابل الكهرباء، ما اضطر البلدية إلى استخدام محولات بديلة لتأمين التيار، إلى جانب مداهمة نحو 50 منزلاً، حُوّل ستة منها إلى ثكنات عسكرية، إضافة إلى اقتحام مدرسة عزت أبو الرب واحتجاز عشرات المواطنين، أُفرج عن معظمهم لاحقاً.

والجمعة، قُتل إسرائيليان وأصيب اثنان بحادثة دهس وطعن بمدينتَي بيسان والعفولة شمالي إسرائيل، بدأت تل أبيب على إثرها عملية عسكرية واسعة بقباطية، مدعية أن المنفذ أحمد أبو الرب (37 عاماً) ينحدر منها.

وفي القدس المحتلة أقدم مستوطنون فجر الأحد على قطع نحو 40 شجرة زيتون في منطقة خلة السدرة ببلدة مخماس شمال شرق المدينة، وفق وفا، التي أشارت إلى إقامة بؤرة استيطانية قرب البلدة تُستخدم نقطةَ تجمُّع وتخطيط للاعتداء على المزارعين الفلسطينيين.

وفي سياق متصل، نفّذ مستوطنون اعتداءات متفرقة في الضفة الغربية، شملت إحراق مركبات فلسطينية وكتابة شعارات تهديد على جدران منازل في بلدة حوارة جنوب نابلس، وقرية الجبعة غرب بيت لحم، إلى جانب اقتحام بلدة ترمسعيا شمال شرق رام الله والاعتداء على ممتلكات المواطنين وسرقة أبواب منازل قيد الإنشاء، بحسب مصادر لوكالة وفا.

ووفق معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، نفذ المستوطنون 621 اعتداءً في الضفة الغربية خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، استهدفت الفلسطينيين وممتلكاتهم.

وكانت وزارة الزراعة الفلسطينية وثقت، الخميس الماضي، اقتلاع وتجريف أكثر من 8 آلاف شجرة، معظمها من الزيتون، خلال أسبوع واحد فقط، مقدرة الخسائر بنحو 7 ملايين دولار، في ظل تصعيد وصفته بـ"الخطير والمتسارع" يستهدف القطاع الزراعي ومصادر الأمن الغذائي.

وتؤكد الأمم المتحدة أن الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني، ويقوض فرص حل الدولتين، فيما تشير تقارير فلسطينية رسمية إلى أن عدد المستوطنين في الضفة الغربية بلغ نحو 770 ألفاً حتى نهاية عام 2024.

ومنذ بدء حرب الإبادة بقطاع غزة، قتل جيش الاحتلال والمستوطنون في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1103 فلسطينيين، وأصابوا نحو 11 ألفاً، إضافة إلى اعتقال ما يفوق 21 ألفاً.