وأشار فيدان إلى أن تركيا قدمت رؤيتها بوضوح في ما يتعلق بالاتفاق الذي عقدته الإدارة الجديدة مع الفرع السوري لمنظمة PKK/YPG الإرهابية، ونيات التنظيم وقدراته، خصوصاً في ما يتعلق بالسيطرة على مصادر الطاقة، مضيفا أن الحكومة السورية تشارك تركيا نفس المخاوف بشأن هذه القضية.
كما أكد أن تنظيم YPG الإرهابي يجب أن يحل نفسه، ويتخلى عن أسلحته، ويخضع لسيطرة الحكومة المركزية السورية، وأن “وجود قدرات عسكرية متقدمة مثل إنتاج الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي غير مقبول”.
ولفت وزير الخارجية التركي إلى أن وجود القوات الأمريكية في سوريا لم يعد أولوية للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وأن تنظيم PKK الإرهابي يحاول استخدام سجناء تنظيم داعش الإرهابي لتبرير وجوده، وأن تركيا تعمل مع دول المنطقة لمواجهة هذه التهديدات.
وأفاد فيدان بأن اجتماع عمان مع ممثلين من الأردن والعراق ولبنان وسوريا ناقش جهود مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، وأن تركيا تعمل على إنشاء آلية مشتركة لمشاركة المعلومات وتنفيذ عمليات مشتركة ضد التنظيم الإرهابي، وأنها تعمل بشكل مكثف لحل قضية مخيم الهول، بخاصة أن العراق وسوريا أظهرا إرادة قوية لاستعادة مواطنيهما من المخيم.
“محادثات أردوغان وترمب إيجابية”
وحول المحادثات الهاتفية بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي دونالد ترمب الأحد الماضي، أكد وزير الخارجية التركي أنها “كانت إيجابية”، وأن الجانبين ناقشا التعاون في مكافحة الإرهاب وأهمية السلام في أوكرانيا، ورفع القيود عن الصناعات الدفاعية التركية.
وأضاف أنه سيكون هناك لقاء على مستوى وزراء الخارجية قبل زيارة الرئيس أردوغان الولايات المتحدة، وأن موعد الزيارة لم يُحدد حتى الآن.
رفض التوسع الإسرائيلي بسوريا
وقال فيدان إن إسرائيل تحتل جنوب سوريا منذ نحو خمسين عاماً، وتحاول اليوم التوسع في هذا الأمر، وهناك مسعى لإعلان منطقة خالية من السلاح باستغلال قضية الإيزيديين والدروز وتقديم مختلف الذرائع، مشددا على أنه يجب طرح هذه القضية على جدول الأعمال ورفضها قطعياً على منصة "الخماسية" في عمان، وعلى منصة "منظمة التعاون الإسلامي"، وعلى منصة جامعة الدول العربية، وعلى كل منصة، يجري رفض هذا التوسع الإسرائيلي.
وأضاف فيدان أن مسألة كيفية إخراج إسرائيل من الأراضي السورية في الفترة المقبلة، هي مسألة يجب على الحكومة السورية التركيز عليها وإدارتها بالتعاون مع المجتمع الدولي.
“نتنياهو بيّت نية الخرق”
وقال فيدان: “لطالما قلنا إن نتنياهو كان ينوي خرق وقف إطلاق النار، كل الدلائل تشير إلى ذلك. لقد خرق وقف إطلاق النار رسمياً بقتله 500 شخص، ويبدو أنه سيواصل القصف”.
وأضاف: “سنبذل قصارى جهدنا لوقف الإبادة الجماعية. سيكون لنا اجتماع في القاهرة يوم الأحد المقبل، بشأن الأحداث الأخيرة في غزة. لقد اجتمعنا معاً في إطار مجموعة الاتصال المشتركة بين منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية بشأن غزة. وفي هذا اللقاء سنناقش الخطوات التي يمكن اتخاذها لتنفيذ خطة غزة التي جرى قبولها في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي”.
“تجب معالجة الظلم في جزيرة قبرص”
وحول قضية قبرص واجتماع جنيف، قال فيدان: “إن الأمين العام للأمم المتحدة هو قائد مؤهل حقاً ونحن نقدِّره، وهو منصب يعكس ضمير النظام الدولي إلى حد ما. وقد قبل الرئيس أردوغان العرض لعقد اجتماع غير رسمي بشأن القضية القبرصية من أجل إظهار موقفنا البنَّاء”.
وأضاف فيدان: “كما تعلمون، فقد عيّن الأمين العام ممثلاً شخصياً خاصاً قبل عام. وجاء وزير الخارجية الكولومبي السابق، ونظر وتحدث إلى كل الأطراف لمدة ستة أشهر، وأعد تقريراً. وجاء في التقرير أيضاً أنه لا توجد أرضية مشتركة بين الجانبين".
واستطرد فيدان قائلاً: “والآن ماذا يعني هذا؟ الواقع في الجزيرة وجود مجتمعين، لكل منهما مؤسساته، أحدهما معترف به دولةً ولديه القدرة على الوصول إلى جميع أنواع الفرص فيما لا يتمتع الآخر بذلك، وهذا هو سبب الظلم هناك. ولا بد من معالجته”.
وتابع فيدان: “في الماضي، قلنا نعم لمشاريع الحلول التي أعدتها الأمم المتحدة، مع الاعتماد على تحكيم النظام الدولي، لكن القبارصة اليونانيين لم يوافقوا على هذا”، مضيفا أن “الوضع في الميدان اليوم مختلف، ويجب أن ينعكس هذا الوضع على البحث عن حل سياسي”.
“مستعدّون للتعاون على وقف الحرب الأوكرانية”
وحول حرب روسيا وأوكرانيا، قال فيدان إن هناك قضيتين هنا: "اتفاقية السلام واتفاقية وقف إطلاق النار”، مشيراً إلى أن اتصال ترمب وبوتين لم يسفر عن نتيجة كاملة في ما يتعلق بوقف إطلاق النار، مؤكداً أن الجهود متواصلة للتوصل إلى وقف إطلاق نار كامل.
وكشف فيدان عن موقف تركيا، بقوله: “نود أن نسهم في التوصل إلى اتفاق يتفق عليه الطرفان، لكن معظم المناقشات التي تراها الآن تدور حول قضايا الضمانات الأمنية”، مضيفا أنه “من الناحية النظرية، إذا اتفقت الأطراف على إنشاء قوة لحفظ السلام في مرحلة لاحقة، فإننا نستطيع المساهمة. لكننا نؤكد أننا مستعدون لأن نكون جزءاً من حل متفق عليه وليس اتفاقاً قسرياً على طرف ما”.
“قلق الأوروبيين دفعهم إلى البحث عن بدائل”
في سياق آخر، قال فيدان إن النظام الأمني الأوروبي لم يُكسر بالكامل، “إذ لا تزال الولايات المتحدة ضمن حلف الناتو، لكنها لم تعد تُمثل ضمانة مطلقة للأمن الأوروبي”. وأوضح أن القلق الأوروبي تصاعد بعد التعامل مع روسيا، مما دفع صناع القرار إلى البحث عن بدائل أمنية أكثر استقلالية.
وأشار فيدان إلى أن هناك توجهاً أوروبياً متزايداً لإنشاء هيكل أمني مستقل، بعيداً عن الاعتماد الكلي على أمريكا، مع دراسة سبل التعاون مع تركيا.
وأكد أن هذا التعاون يمكن أن يوفر نهجاً أكثر شمولية يدمج الاقتصاد والسياسة والأمن، رغم استمرار تحفظات الاتحاد الأوروبي، وأن الصورة المثلى لذلك هي انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
تأشيرات الأتراك إلى أوروبا
وفي ما يخص التأشيرات، أوضح فيدان أن هناك مشكلتين رئيسيتين: “تعقيد إجراءات الحصول على التأشيرة ورفض عديد من الطلبات، بالإضافة إلى قضية تحرير التأشيرات في المستقبل”.
وأكد أن تركيا تطالب بتحرير التأشيرات بوصف ذلك حلاً نهائياً لهذه المشكلات، مشيراً إلى أن الطلب المتزايد لا تمكن تلبيته ضمن النظام الحالي، وأن الحل يجب أن يسير بالتوازي مع تحسن الاقتصاد لضمان استجابة أكثر فاعلية.


















