البرهان من أنقرة: نسعى لشراكة استراتيجية مع تركيا ونثمن مواقف الرئيس أردوغان
قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، اليوم السبت، إن زيارته إلى تركيا تهدف إلى إقامة شراكة استراتيجية حقيقية تُبنى على المصالح المشتركة والمنفعة المتبادلة، مثمّناً مواقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الداعمة والصادقة للسودان.
جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها البرهان في السفارة السودانية بالعاصمة أنقرة، إذ أعرب عن شكره لأردوغان على دعم بلاده، مؤكداً أن هذه المواقف تنبع من إيمان عميق بأن للشعب السوداني قضية عادلة.
وأوضح البرهان أن السودان وتركيا وقّعا في وقت سابق مذكرات تفاهم وتعاون، إلا أن تنفيذها كان بطيئاً، مشيراً إلى أن زيارته الحالية وضعت الآليات الكفيلة بتعزيز التعاون في مجالات متعددة.
وأشار إلى أنه طلب من الرئيس أردوغان، في ضوء دور تركيا في إحلال السلام بعدة أزمات حول العالم، المساعدة في الوصول إلى حل للأزمة السودانية.
وأكد البرهان أن من بين أهداف زيارته أيضاً الاستفادة من التجربة التركية في إطار مشروع "تركيا بلا إرهاب"، معتبراً إياها تجربة يمكن الاعتبار بها.
وفي الشأن الاقتصادي، قال البرهان إن السلطات السودانية تتشاور بشأن رفع التأشيرة عن رجال الأعمال الأتراك لتسهيل قدومهم إلى السودان، مؤكداً حاجة بلاده في المرحلة المقبلة إلى إمكانيات تركيا في مجالات إعادة الإعمار وتأهيل البنية التحتية وقطاع الطاقة.
وحول مساعي وقف الحرب في السودان، قال البرهان إن هناك حديثاً عن جهود ومبادرات لوقفها، إلا أن وجود ما وصفها بـ"الميليشيا" (قوات الدعم السريع) ومن يقف خلفها يحول دون تحقيق ذلك، داعياً هذه القوات إلى ترك السلاح.
وأضاف أن مجلس السيادة السوداني “سعى منذ بداية الحرب إلى إيقافها ووافق على جميع المبادرات المطروحة، لكن الطرف الآخر رفض”، مشيراً إلى أن وقف الحرب ممكن اليوم، إلا أن مطالب السودان لم تتغير منذ اتفاق جدة عام 2023، وعلى رأسها نزع سلاح قوات الدعم السريع وتجميعها في أماكن محددة ثم النظر في أمرها.
وشدد البرهان على أن الحل يجب أن يكون "سودانياً-سودانياً"، وأن الحل السياسي يجب أن يسبقه حل للوضع العسكري، معتبراً أن من يتحدث عن مزج الحلول لديه مصلحة في استمرار وجود قوات الدعم السريع.
وفي السياق ذاته، قال البرهان إن السودان يثق في نوايا السعودية ومصر، والإدارة الأمريكية مؤخراً، وفي قدرتهم على المساهمة في حل المعضلة السودانية وضمان استدامة الحل مستقبلاً.
وختم البرهان بدعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، قائلاً: "إذا كان الرئيس ترمب يريد أن يكون رجل سلام لهذا العام، فعليه النظر إلى القضية السودانية وحلها، ونقول له إنك تستطيع أن تفعل ذلك".
وفي أبريل/نيسان 2023 اندلعت الحرب بين الجيش و"قوات الدعم السريع"، بسبب خلاف بشأن المرحلة الانتقالية، ما تسبب في مجاعة ضمن إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، ومقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص.