نازحو غزة يواجهون كارثة إنسانية.. غرق عشرات الخيام بمياه الأمطار و74% منها غير صالحة للسكن

قال جهاز الدفاع المدني الفلسطيني، السبت، إنّ عشرات الخيام التي تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس جنوبي قطاع غزة غرقت بمياه الأمطار، مع التأثر بمنخفض جوي مصحوب بأمطار غزيرة ورياح باردة زادت معاناة نحو 1.5 مليون نازح يعيشون في خيام بالية.

By
تتفاقم معاناة مئات آلاف النازحين الفلسطينيين في قطاع غزة، مع وصول منخفض جوي مصحوب بأمطار وكتلة هوائية باردة منذ فجر الجمعة

وأوضح الدفاع المدني أن فرقه تتعامل مع عشرات الخيام المتضررة في مخيمات النازحين، فيما قال المكتب الإعلامي الحكومي إنّ دخول فصل الشتاء "فاقم المأساة الإنسانية" لآلاف الأسر التي باتت خيامها غير صالحة للسكن، إذ قُدّر في سبتمبر/أيلول الماضي أن 93% من خيام القطاع (125 ألفاً من أصل 135 ألفاً) تضررت بفعل القصف أو عوامل الطبيعة.

وفي ظل استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع إدخال مواد الإيواء، يواجه النازحون ظروفاً قاسية تتضمن نقص الخدمات الأساسية وتردي البنية التحتية، فيما يفاقم تضرر عشرات آلاف الخيام خلال عامين من الحرب الأزمة الإنسانية.

وكان مركز غزة لحقوق الإنسان وجّه الاثنين نداء عاجلاً إلى المجتمع الدولي لتوفير الخيام ووسائل الإيواء والملابس الشتوية لمئات آلاف النازحين الذين يعيشون في خيام مهترئة.

وحذّر المركز من أن 74% من الخيام الحالية غير صالحة للسكن، فيما لم يُلَبَّ سوى 23% من احتياجات الإيواء الشتوي، ما يترك نحو 945 ألف شخص دون حماية كافية من البرد والأمطار، وطالب المركز بالتحول إلى استخدام الكرفانات بوصفه حلّاً أكثر أماناً إلى جانب البدء الفوري بخطة إعمار عاجلة.

تكدس آلاف الأطنان من النفايات 

وفي سياق متصل، حذّر اتحاد بلديات غزة من كارثة صحية وبيئية نتيجة تكدّس نحو 700 ألف طن من النفايات في مكبات عشوائية، جراء منع إسرائيل وصول البلديات إلى المكبات المركزية ومنع دخول الوقود والآليات اللازمة. 

وقال علاء البطة نائب رئيس الاتحاد إنّ البلديات تواجه "معادلة مستحيلة" في ظل نقص الوقود وتدمير الآليات والمعدّات خلال الحرب، ما أدى إلى عجزها عن تقديم الحد الأدنى من الخدمات رغم مرور شهر على وقف إطلاق النار.

وأشار البطة إلى أن أزمة الوقود هي "الأخطر"، وأن ما يصل إلى البلديات من السولار "قليل جداً" ولا يكفي لتشغيل الخدمات لأيام محدودة. وبيّن أن 5 آلاف موظف بلدي يعملون منذ أكثر من 735 يوماً دون رواتب، فيما استُشهد أكثر من 200 منهم في أثناء أداء واجبهم.

وبينما تتواصل أزمة المياه، قال البطة إنّ إسرائيل دمّرت أكثر من 700 بئر، أي نحو 85% من آبار القطاع، ما أدى إلى تراجع حصة الفرد من المياه من 90 لتراً يومياً قبل الحرب إلى 10–15 لتراً فقط حالياً، إضافة إلى تلوث المياه الجوفية بسبب انهيار شبكات الصرف الصحي التي تعرض نحو مليونَي متر طولي منها للدمار.

وأشار إلى أن 70 مليون طن من الركام لا تزال تغطي مناطق واسعة في القطاع، مخفية آلاف الجثامين تحت الأنقاض، وسط غياب المعدّات اللازمة لإزالتها، مما يضطر الأهالي إلى استخدام وسائل بدائية للوصول إلى جثامين ذويهم.

وأكد اتحاد البلديات أن إجمالي خسائر قطاع الخدمات والبلديات خلال عامين من الحرب يقدّر بنحو 6 مليارات دولار، محذراً من أن استمرار منع دخول الآليات والوقود يهدد بانهيار شامل للخدمات الأساسية في القطاع.

وفي 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل حيز التنفيذ، منهياً حرب إبادة بدأتها إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، واستمرت لعامين، وخلفت أكثر من 69 ألف شهيد فلسطيني وما يزيد على 170 ألف جريح، ودماراً هائلاً طال 90% من البنى التحتية المدنية، بخسائر أولية قدرت بـ70 مليار دولار.