"لا سلام إذا لم يضع المتمردون سلاحهم".. البرهان يرفض أي هدنة مع قوات الدعم السريع
أعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، الجمعة، رفضه أي هدنة أو سلام مع قوات الدعم السريع ما لم يتخلوا عن سلاحهم ويضعونه أرضاً.
وقال البرهان، خلال كلمة أمام حشد من المواطنين في قرية السريحة بولاية الجزيرة وسط السودان: "أي أحد يأتي يتوسط بيننا (الجيش والدعم السريع) نقول له: إذا لم يضع المتمردون السلاح أرضاً ويجلسوا على الأرض، فلا كلام ولا سلام، ولن نقبل بهم في السودان، لا هم ولا من يقف معهم".
وتابع: "سنمضي في هذا الطريق، إما أن نقضي عليهم وإما أن نظل نقاتلهم حتى نسلم أرواحنا، لكن ليس لدينا هدنة معهم أو كلام أو سلام"، مشيراً إلى أنّ "كل السودانيين اكتووا بهذه الحرب، وليس هناك أحد ليس في نفسه شيء، والحرب تركت آثاراً مدمِّرة علينا كلنا".
واستطرد: "لكنَّ عزاءنا نحن في هذا الوطن أن لُحمتنا الوطنية وشأننا الوطني مرتبط مع بعض وكلنا متّحدون"، مضيفاً: "منذ بداية هذا الحرب، كُلنا مصممون على أن لا تنتهي هذه الحرب إلا بنهاية هؤلاء المتمردين".
وقبل أيام، قال مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الإفريقية مسعد بولس، في بيان: "تحثّ الولايات المتحدة أطراف الصراع في السودان على الموافقة الفورية وتنفيذ الهدنة الإنسانية المقترحة".
ولم يوضح بولس تفاصيل الهدنة التي تحدث عنها وآلية تنفيذها، غير أن قوات الدعم السريع أعلنت قبل أسبوع، موافقتها على "الانضمام إلى هدنة إنسانية" اقترحتها دول "اللجنة الرباعية" التي تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات.
وقال البرهان: "السودانيون تأذوا من هؤلاء المتمردين، قتلوهم وعذبوهم ونهبوهم ونكلوا بهم، ولن ينالوا منَّا إلا ما يذيقهم العذاب"، في إشارةٍ إلى استمرار القتال ضد "الدعم السريع".
وأوضح أنه زار هذه المنطقة ليؤكد للمواطنين أن "حق الشهداء لن يضيع"، مضيفاً: "دماء كل من قُتل في السودان في رقابنا". وتابع: "عهدنا أننا ليس لدينا كلام مع المتمردين".
وقال البرهان: "نُطمئن أهلنا أن هؤلاء القتلة والمجرمين ليس لديهم مكان معنا في السودان، وحديثنا هو: إذا كنت تريد السلام وتريد أن يذهب السودانيون معك في سلام، فاجمع هؤلاء المرتزقة في مكان واحد واجمع سلاحهم، بغير ذلك لن يتحدث أحد معهم".
وأكد أن المعركة ضد قوات الدعم السريع "لن تنتهي إذا لم يشارك الجميع فيها". وأردف: "لذلك يجب على كل شخص قادر على حمل السلاح أن يشارك في هذه المعركة، فهي لن تنتهي بتفاوض أو هدنة بل بالقضاء على التمرد".
وفي 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال بولس إن اللجنة الرباعية بحثت في واشنطن التوصل إلى "هدنة إنسانية عاجلة ووقف دائم لإطلاق النار" في السودان، وشكلت لجنة مشتركة للتنسيق بشأن الأولويات العاجلة.
وحينها، أوضح بولس في إفادة رسمية، أن الأعضاء المجتمعين (بالرباعية) أكدوا التزامهم البيان الوزاري الصادر في 12 سبتمبر/أيلول الماضي، الذي دعت خلاله "الرباعية" إلى هدنة إنسانية لـ3 أشهر، لتمكين دخول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى جميع مناطق السودان تمهيداً لوقف دائم لإطلاق النار.
يلي ذلك إطلاق عملية انتقالية شاملة وشفافة تُستكمل خلال 9 أشهر، بما يلبي تطلعات الشعب السوداني نحو إقامة حكومة مدنية مستقلة تحظى بقاعدة واسعة من الشرعية والمساءلة.
وبالإضافة إلى الفاشر، تشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب)، منذ أيام، اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" أدت إلى نزوح عشرات الآلاف في الآونة الأخيرة.
ومن أصل 18 ولاية بعموم البلاد، تسيطر "قوات الدعم السريع" حالياً على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غرباً، عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور التي لا تزال في قبضة الجيش، الذي يسيطر على معظم مناطق الولايات الثلاث عشرة المتبقية في الجنوب والشمال والشرق والوسط، بينها العاصمة الخرطوم.
وتتفاقم المعاناة الإنسانية في السودان جراء استمرار حرب دامية بين الجيش و"الدعم السريع" منذ أبريل/نيسان 2023، أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.