جاء ذلك خلال ندوة إلكترونية نظَّمها "الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين"، الخميس، بمشاركة نحو 400 شخص من مختلف دول العالم.
وقال مشعل: "إخلال الاحتلال ببدء مفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى أظهر نياته بالتركيز على استعادة أسرى فقط دون وقف الحرب، وتحويل غزة إلى منطقة طاردة للحياة، وبالتالي تنفيذ مشروع التهجير".
وأضاف أن الحركة "كانت مضطرة لاستمرار المفاوضات، وفاءً بواجبها تجاه الشعب الفلسطيني، ولوقف سيل الدم المتدفق".
وأردف مشعل أن "التزام الاحتلال باتفاق وقف إطلاق النار في شقِّه المتعلق بتبادل الأسرى جاء لأنه مجبر على تحقيق تبادل مقابل تبادل، وليس لأنه كيان خلوق أو إنساني".
وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي "دائم نقض العهود والمواثيق، إذ أخلَّ بالبروتوكولات الإنسانية من إدخال الشاحنات والخيام والكرفانات، وحجب المعدات الطبية والثقيلة والوقود الضروري لاستمرار عجلة الحياة في القطاع".
وحذر مشعل من "تمرير خطة التهجير بحجة نقل المواطنين إلى مناطق آمنة"، مشدداً على أن "مخطط التهجير يجب أن يُقابَل بالتحرك العربي والإسلامي".
وأشاد بـ"الموقف العربي والإسلامي الرسمي الرافض لخطة التهجير والداعي إلى إعادة إعمار قطاع غزة، مؤكداً في الوقت نفسه "ضرورة ترجمة ذلك إلى أفعال لنصرة غزة، لإجبار العدو على الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع عليه".
كان إعلام إسرائيلي، ومنه موقع "i24NEWS" قد روَّج لأنباء تزعم استعداد مصر لنقل نصف مليون فلسطيني من غزة إلى مدينة في شمال سيناء، الأمر الذي نفته القاهرة رسمياً.
ومنذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي، يروِّج الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية وأوروبية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.
وعن رفض حماس خطة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، بتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق 50 يوماً، أكد مشعل أن "الاحتلال يسعى من خلال هذه الخطة إلى ابتزاز حركة حماس عبر استعادة أسرى المرحلة الأولى للاتفاق، دون الدخول في استحقاقات المرحلة الثانية الخاصة بالهدوء المستدام وانسحاب الاحتلال الكامل من قطاع غزة".
وأضاف أن "الاحتلال أراد التفاوض مع المقاومة على مستقبل غزة وإدارتها وسلاحها، بعد الاطمئنان إلى أن المقاومة فقدت ورقة الأسرى الضاغطة"، قائلاً: "نحن نصارع العدو، ونحن خبراء به".
وأشار مشعل إلى أن حماس "تعاملت مع المفاوضات بصلابة ومرونة، إذ قبلت خطة ويتكوف شريطة أن تكون جزءاً من المرحلة الثانية التي تضمن وقفاً مستداماً للحرب، ودخول المساعدات وانسحاب القوات الغازية، لكنهم رفضوا ذلك".
وعلي مدى 16 شهراً انخرطت حماس في مفاوضات مع إسرائيل بوساطة قطرية-مصرية-أمريكية، وتوصلت إلى عدة اتفاقات قبل أن تتنصل منها تل أبيب.
ولم تسفر المفاوضات عن الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين وإنهاء الإبادة في قطاع غزة، بسبب الخروقات الإسرائيلية للاتفاقات وتنصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منها، في ظل التزام حماس بالبنود المتفق عليها.
كان آخر الخروقات الإسرائيلية استئناف تل أبيب، فجر الثلاثاء، الإبادة في قطاع غزة، متنصلةً من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حماس الذي استمر 58 يوماً منذ 19 يناير/كانون الثاني 2025، تبعها إعلان تل أبيب بدء عمليات برية في القطاع، كأنها تعيد الأمور إلي نقطة الصفر.
وكثف جيش الاحتلال الإسرائيلي جرائم إبادته بغارات جوية عنيفة استهدفت المدنيين، ما أسفر حتى مساء الخميس عن "591 شهيداً و1042 مصاباً، 70% منهم من الأطفال والنساء والمسنين"، وفق بيان للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وبدعمٍ أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة، خلَّفت أكثر من 162 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.















