الشرع يجري مباحثات مع مبعوث واشنطن لدمشق.. وتوغل إسرائيلي جديد في القنيطرة
أجرى الرئيس السوري أحمد الشرع الاثنين، مباحثات مع مبعوث واشنطن لدمشق توماس باراك، فيما توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي مجدداً في ريف القنيطرة جنوبي سوريا، وسط تجاهلٍ لمساعي الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للتهدئة.
وأشارت رئاسة الجمهورية السورية في تغريدة عبر منصة إكس إلى أن الشرع استقبل المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك، وأجرى مباحثات حول المستجدات الأخيرة في المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك، بحضور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.
والتقى الشرع وباراك ما يزيد على 4 مرات معلنة ما بين مايو/أيار وأكتوبر/تشرين الأول، ما يشير إلى أن العلاقة بين دمشق وواشنطن انتقلت إلى مسار دبلوماسي مستمرّ، ضمن التطبيع غير المسبوق بين سوريا والولايات المتحدة، بعد سنوات طويلة من القطيعة والعقوبات.
يأتي اللقاء استكمالاً لسلسة لقاءات أجراها الرئيس السوري مع مسؤولين أمريكيين، في مقدمتهم نظيره دونالد ترمب في 10 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
توغل إسرائيلي ثالث
في السياق نفسه توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي للمرة الثالثة الاثنين، في ريف القنيطرة جنوب غربي سوريا في تجاهل لمساعي ترمب للتهدئة مع دمشق.
وأفادت وكالة الأنباء السورية "سانا" بأنه "توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء اليوم (أمس الاثنين) في تلة الحمرية بريف القنيطرة الشمالي"، لافتةً إلى أن "دورية إسرائيلية مكونة من 4 آليات عسكرية ودبابتين، توغلت في تلة الحمرية الواقعة بين بلدة حضر وقرية طرنجة بريف القنيطرة الشمالي".
وفجر الجمعة توغلت دورية إسرائيلية في بلدة بيت جن بريف دمشق جنوبي سوريا، ما أدى إلى وقوع اشتباك مسلح مع الأهالي، أسفر عن إصابة 6 عسكريين إسرائيليين بينهم 3 ضباط.
عقب ذلك ارتكبت تل أبيب مجزرة انتقاماً من أهالي البلدة الذين حاولوا الدفاع عن أرضهم، عبر عدوان جوّي أسفر عن مقتل 13 شخصاً بينهم نساء وأطفال، وإصابة نحو 25 آخرين.
وفي وقت سابق الاثنين نفّذَت القوات الإسرائيلية توغلين منفصلين في ريف القنيطرة، وأطلقت النار على منازل سكنية في قرية أبو قبيس.
ولم يصدر تعليق رسمي من دمشق بشأن تلك التوغلات وما نتج عنها، إلا أنها تُدين انتهاكات إسرائيل المتكررة لسيادتها، وتؤكد التزامها اتفاقية فصل القوات المبرمة بين الجانبين عام 1974، التي أعلنت تل أبيب انهيارها بعد سقوط نظام بشار الأسد أواخر 2024.
وفي الأشهر الماضية عُقدت لقاءات إسرائيلية-سورية في مسعى للتوصل إلى ترتيبات أمنية تضمن انسحاب تل أبيب من المنطقة السورية العازلة التي احتلتها في ديسمبر/كانون الأول 2024.
لكن وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اعتبر في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أن تل أبيب ليست على مسار السلام مع سوريا.
ورغم أن الحكومة السورية لم تشكّل أي تهديد لتل أبيب، تواصل إسرائيل تنفيذ توغلات برية وغارات جوية قتلت مدنيين ودمرت مواقع وآليات عسكرية وأسلحة وذخائر تابعة للجيش السوري.
ومنذ حرب 5 يونيو/حزيران 1967 تحتلّ إسرائيل معظم هضبة الجولان السورية، واستغلت أحداث الإطاحة برئيس النظام بشار الأسد أواخر 2024 لتوسيع رقعة احتلالها.
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 تَمكَّن الثوار السوريون من دخول العاصمة دمشق، معلنين الإطاحة بنظام بشار الأسد (2000-2024)، الذي ورث الحكم عن أبيه حافظ (1970-2000).