"مؤسسة غزة الإنسانية" تُنهي عملها بالقطاع.. وحماس: نموذج لفشل الاحتلال وشركائه
أعلنت الشركة الأمريكية المسماة "مؤسسة غزة الإنسانية" (GHF) الاثنين، اختتام أنشطتها في القطاع، بعد أشهر من العمل الإغاثي المشبوه في أماكن يسمّيها الفلسطينيون "مصايد الموت"، فيما اعتبرت حركة حماس هذه الخطوة نموذجاً لفشل الاحتلال وشركائه.
وقالت الشركة في بيان، إن مهمتها في غزة "كانت مؤقتة"، مشيرة إلى "اختتام عملياتها الطارئة" في القطاع، وزعمت أنها "قدمت خلال أربعة أشهر ونصف أكثر من 187 مليون وجبة مجانية مباشرة للمدنيين في غزة".
وأوضحت أنها مارست أنشطتها في "أربعة مواقع توزيع" عمل بها "أفراد سابقون بالخدمة الأمريكية (العسكرية)، ومحترفون بالمجال الإنساني، وعمال محليون من غزة".
في السياق نفسه وصفت حركة حماس إعلان “مؤسسة غزة الإنسانية” إنهاء عملها داخل قطاع غزة، بالخطوة المستحَقَّة “لمؤسسة لا إنسانية، سقطت بسقوط مشروع الإبادة وهندسة التجويع بالشراكة مع الاحتلال الصهيوني”.
وأضافت الحركة في بيان نشرته على حسابها في تليغرام أن “هذه المؤسسة شكّلت منذ دخولها القطاع جزءاً من المنظومة الأمنية للاحتلال، باعتمادها آليات توزيع لا تمتّ إلى الإنسانية بصلة، وخلقها ظروفاً خطرة مهينة لكرامة المجوَّعين من أبناء شعبنا الفلسطيني، خلال محاولتهم الحصول على لقمة الخبز”.
وذكرت أن نشاطات المؤسسة أدّت إلى استشهاد وإصابة آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة، “بسبب عمليات القنص والقتل المتعمّد، وهي أرقام تفضح حجم تواطؤ تلك المؤسسة في جريمة الإبادة”.
وطالبت حماس المؤسسات القانونية والمحاكم الدولية بملاحقة هذه المؤسسة والقائمين عليها، ومحاسبتهم على جرائمهم بحقّ الشعب الفلسطيني، “حتى لا تتكرر المأساة، ولحماية الإنسانية من الإرهاب الدولي المنظَّم”.
وبعيداً عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، أقدمت تل أبيب في 27 مايو/أيار الماضي على تطبيق آلية لتوزيع المساعدات بواسطة "مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية" التي أطلق عليها الفلسطينيون اسم "مصايد الموت"، وهي جهة مدعومة إسرائيليّاً وأمريكيّاً، ومرفوضة أمميّاً.
والسبت الماضي أفادت هيئة البثّ الرسمية بتجميد المؤسسة أنشطتها في غزة خلال الأيام الأخيرة نتيجة "وقف إطلاق النار ودخول مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات".
ونقلت الهيئة عن مصادر لم تسمِّها، أن المؤسسة لم تشغّل مراكز توزيع المساعدات التابعة لها منذ وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي 12 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي بتوقُّف مراكز التوزيع الأربعة التابعة للمؤسسة، قائلة إن ذلك "يعني أن المشروع فشل وانتهى".
ومِراراً قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي فلسطينيين مصطفِّين لتلقِّي مساعدات بمراكز التوزيع التابعة للمؤسسة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة آلاف منهم.
ووفق تقرير سابق لصحيفة "هآرتس" العبرية، "يحيط الغموض بظروف تمويل وتأسيس المؤسسة، التي أنشأتها إسرائيل بالتنسيق مع إنجيليين أمريكيين وشركات أمن خاصة".
وأنهى اتفاق وقف النار في غزة إبادة إسرائيلية بغزة استمرت عامين منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدعم من واشنطن خلّفَت أكثر من 69 ألف شهيد فلسطيني وما يزيد على 170 ألف مصاب.