رئيس الصومال: إسرائيل تسعى لتوطين الفلسطينيين قسراً في بلادي

حذر الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، اليوم الأربعاء، من أن إسرائيل تسعى لتوطين الفلسطينيين قسراً في بلاده، بجانب الوصول إلى خليج عدن والبحر الأحمر.

By
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الصومالي شيخ حسن محمود، في أنقرة / AA

جاء ذلك في مقابلة مع قناة "الجزيرة" القطرية تعقيباً على اعتراف إسرائيل الجمعة بما يُسمى إقليم "أرض الصومال"، ما أثار رفضاً صومالياً وإقليمياً ودولياً.

وقال شيخ محمود: "أرض الصومال كانت تدعي مسألة الانفصال منذ فترة طويلة على مدة ثلاثة عقود، ولم تعترف بها دولة في العالم".

وأضاف: "كنا نحاول إعادة توحيد البلاد سلمياً، لهذا السبب وبعد 34 عاماً كان أمراً غير متوقع وغريباً للغاية أن تقفز إسرائيل وتعترف بأرض الصومال".

شيخ محمود نفى أن تكون إسرائيل سارعت إلى هذه الخطوة بسبب اتفاقات التعاون، ولا سيما في مجال الطاقة، بين الصومال وتركيا التي يزورها حالياً.

وقال: "كلا.. كما قلت من قبل إن إسرائيل لم يكن لديها أي علاقات من قبل مع الصومال، ولم تكن أبداً فاعلاً بارزاً في المنطقة".

وتابع: "أما فيما يتعلق بتركيا، فالعالم كله الجامعة العربية وإيغاد (الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية/ منظمة إفريقية) والاتحاد الإفريقي وأكثر من 50 دولة نددت بخطوة إسرائيل، وقالت إنها ترفض فكرة الاعتراف بأرض الصومال".

وسئل عما إذا كان يخشى أن يثير الاعتراف الإسرائيلي مزيداً من المشكلات في الصومال، وهو بلد فيدرالي، فأجاب: "بالفعل..الصومال كان في وضع فريد من نوعه على مدى العامين الماضين، وآن الأوان أن يخرج من المستنقع الذي كان يوجد فيه منذ فترة طويلة".

وأردف: "يمكننا القول إن القرار الإسرائيلي استهدف بشكل محدد التقدم الذي تحقق وزعزعة الاستقرار الذي نعيشه منذ نحو عامين"، وشدّد على أنه "لهذا السبب على المجتمع الدولي، وخاصة العالم العربي والدول الإفريقية، أن تدرك أن إسرائيل تصدر إلينا مشكلتها في غزة مع فلسطين".

وفي 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدأت إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 71 ألف شهيد و171 ألف جريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى دمار هائل.

وزاد شيخ محمود أن "إسرائيل لا تلتزم حتى بواحد في المئة من التزاماتها في فلسطين. وهنا دور المجتمع الدولي يجب أن يكون واضحاً".

وبشأن أهداف تل أبيب من خطوة الاعتراف، قال إن "جزءاً من خطة إسرائيل هي أن تعيد توطين الفلسطينيين بشكل قسري في الصومال".

ومؤخراً تصاعد الحديث في تل أبيب عن تحركات إسرائيلية تمهيداً لتهجير الفلسطينيين إلى خارج قطاع غزة، حيث يعيش نحو 2.4 مليون مواطن تحت الحصار منذ أكثر من 18 عاماً.

وأضاف شيخ محمود "تحاول إسرائيل الوصول إلى خليج عدن والبحر الأحمر، مهددة الصومال وكل الممرات المائية والتجارية"، وحذر من أن "إسرائيل ليست لديها أي نيات سلمية بمجيئها إلى الصومال، وهذه خطوة في غاية الخطورة، وعلى العالم بأكمله، وخاصة العرب والمسلمين، أن ينظروا إليها على أنها تهديد خطير".

وعن احتمال تهجير الفلسطينيين بالفعل وإقامة إسرائيل قواعد عسكرية في الصومال، قال شيخ محمود: "نعم هذا الاعتراف هو ذريعة لهذا الغرض".

وتحدث عن "تقارير استخباراتية تفيد بأنه كان هناك قدر من الوجود الإسرائيلي في ’أرض الصومال’، وما يحدث هو أن ما كان سرياً يتحول إلى شكل رسمي، ما لم يدعم العالم كله الصومال".

وسئل عن إعلان حركة "الشباب" المسلحة المتمردة اعتزامها استهداف أي وجود إسرائيلي في الصومال، واحتمال أن تستغل الوضع لكسب "شرعية" بين الصوماليين.

فأجاب شيخ محمود بأن حركة "الشباب فيما يخصنا هي منظمة إرهابية، وليست محلية صومالية، بل تابعة (لتنظيم) القاعدة"، وتابع: "الصوماليون يعانون من مجموعتين إرهابيتين هما داعش والقاعدة، ونحاربهما منذ نحو عقدين".

وأكمل أن "الشعور بالانتماء للصومال هو الذي يجعل الشعب الصومالي ينتبه: لماذا يريدون (الإرهابيون) محاربة إسرائيل، في وقت يدمّرون فيه الصومال ويهددون أمنه؟ الشعب الصومالي ذكي كفاية ليدرك كل هذه الأمور"، وشدد على أن الإرهابيين "يسهّلون مجيء إسرائيل إلى المنطقة، هم من جعلوا الصومال ضعيفاً".

والثلاثاء، استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الصومالي في أنقرة، حيث أجريا مباحثات وعقدا مؤتمراً صحفياً مشتركاً.

وأكد الرئيس أردوغان، في المؤتمر، أن قرار إسرائيل الاعتراف بـ"أرض الصومال" غير شرعي، ولا يمكن قبوله، وأضاف أن "الحفاظ على وحدة الصومال وسلامته في جميع الظروف يمثل أولوية قصوى لنا"، بينما قال شيخ محمود، إن بلاده لمست دعم تركيا في مواجهة التهديدات التي تمس وحدة أراضي الصومال وسيادته.

ومنذ سنوات طويلة تدعم تركيا الصومال للنهوض بعد عقود من نزاعات وفوضى وكوارث طبيعية، بالإضافة إلى قتال مستمر ضد حركة "الشباب" المتمردة.