ويروي أنس مسلّم، أحد سكان القرية، لوكالة الأناضول، أن "المستوطنين اختطفوا طفلين، أحدهما رضيع يبلغ 4 أشهر، والآخر يبلغ سنة ونصف السنة"، لكنَّ الأهالي تمكنوا من ملاحقتهم، مما أجبرهم على ترك الطفلين على أطراف القرية.
ويعبّر السكان عن قلقهم المتزايد إزاء تصاعد الهجمات، إذ تعرضت القرية على مدار السنوات الماضية لاعتداءات متكررة من المستوطنين، تضمنت حرق منازل، واعتداء بالضرب، وإطلاق الرصاص، ومنع الوصول إلى المزارع، وسرقة المواشي، وسط حماية من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
في السياق أكد نور عبد الباقي، أحد المتضررين، أن الهجوم وقع خلال الليل، إذ أضرم المستوطنون النيران في مركبته، مضيفاً: "حاولنا إخماد الحريق، لكنه كان شديد الاشتعال".
وأشار عبد الباقي إلى أن المستوطنين يتحركون وفق خطط مسبقة، ويحظون بدعم جيش الاحتلال، موضحاً أنهم يشنون هجماتهم ثم يفرون، وإذا واجهوا مقاومة، يتدخل الجيش لحمايتهم.
من جهته، قال المواطن خالد داوود، الذي وثَّقت كاميرات المراقبة التابعة له الهجوم، إن "المستوطنين تصرفوا مثل الجيش المدرَّب؛ أحاطوا المنزل من عدة جهات، وحاولوا تعطيل كاميرات المراقبة، مستخدمين مواد شديدة الاشتعال لإضرام النيران".
وأوضح أن منزله، الذي يعود تاريخه إلى العهد العثماني في فلسطين، هو الوحيد المشيَّد من الحجارة والمزوَّد بسقف، مبيناً أن المستوطنين حاولوا اقتحامه لكنهم فشلوا في فتح الأبواب، مما دفعهم إلى إضرام النار، ما أدى إلى احتراق جزء منه.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي كان متمركزاً بالقرب من القرية، لتأمين الحماية للمستوطنين في حال تعرضهم لأي خطر.
وفي هذا الصدد أكد رئيس مجلس قروي دوما المجاورة، سليمان دوابشة، أن الاعتداءات في تصاعد مستمر، خصوصاً في قرى وبلدات جنوب شرقي نابلس، مشيراً إلى أن المستوطنين يسعون لتنفيذ مخطط إسرائيلي يهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
وأوضح دوابشة أن قريتي دوما والمراجم تواجهان ضغوطاً مستمرة من المستوطنين والإدارة المدنية الإسرائيلية، التي تنفِّذ عمليات هدم للمنازل بحجة البناء غير المرخص، مضيفاً: "إسرائيل تريد تهجير السكان لضم الأراضي الواقعة على الخط الاستيطاني الممتد نحو غور الأردن".
وأسفر هذا الاعتداء عن حرق 6 منازل ومركبتين، وسرقة أغنام، ومحاولة خطف طفلين.
وتقع قرية المراجم على السفوح الغربية لغور الأردن، مما يجعلها نقطة استراتيجية تطل على جبال الأردن، الأمر الذي يزيد من أطماع المستوطنين في المنطقة.
ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 934 فلسطينياً، وإصابة نحو 7 آلاف شخص، واعتقال 15 ألفاً و 640، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وبدعمٍ أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة، خلَّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود ما قبل حرب 1967.














