إسرائيل تنفي تطابق جثث تسلّمتها من غزة مع أسراها.. والقسام تطالب بتجهيزات لاستخراج بقية الرفات
أعلن جيش الاحتلال، السبت، أن ثلاث جثث تسلّمتها من غزة عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر ليلة الجمعة، بعد فحص جنائي، لا تطابق هويات أي من الأسرى الإسرائيليين، فيما طالبت كتائب القسام الوسطاء والصليب الأحمر بتوفير المعدات اللازمة لانتشال باقي الجثث.
وأفاد متحدث باسم الجيش لوكالة الأنباء الفرنسية أن التحليل الجنائي استبعد أن يكون رفات ثلاث جثث من بين الـ11 جثة التي تُنتظر إعادتهم إلى إسرائيل.
وكانت وسائل إعلام عبرية أفادت في وقت سابق من اليوم بأن رفات الجثث الثلاث التي سلمتها حركة حماس إلى تل أبيب عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر مساء الجمعة لا تتطابق مع أي أسرى إسرائيليين في قطاع غزة.
وأكدت إذاعة جيش الاحتلال أن "المؤسسة الأمنية لا تعتبر هذا الأمر خرقاً من حماس" لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقالت الإذاعة: "الحديث يدور عن عينات لم تُقدَّم منذ البداية على أنها رفات أسرى بشكل مؤكد، وكانت الأفضلية نقلها إلى إسرائيل للفحص من باب الحيطة".
وأوضحت أن التقديرات في إسرائيل أشارت "منذ البداية إلى أنّ احتمال أن هذا الرفات يعود إلى أسرى إسرائيليين منخفض للغاية، وهذا ما أُبلغت به عائلات الأسرى"، ولفتت إذاعة الجيش إلى أن إسرائيل "تفضل الاستمرار في استلام عينات مستقبلية لاحتمال أن تكون مرتبطة بأسرى آخرين".
وكانت القناة 13 العبرية الخاصة أفادت مساء الجمعة بأن "حركة حماس أبلغت الصليب الأحمر بأنها لا تعرف أصحاب هذه الجثث الثلاث، لكنها اقترحت أن تفصحها إسرائيل".
من جهتها أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت جهوزية طواقمها للعمل على استخراج جثث أسرى الاحتلال داخل الخط الأصفر وفي مناطق متعددة بشكل متزامن، مطالبة الوسطاء واللجنة الدولية للصليب الأحمر بتوفير المعدات والطواقم اللازمة لانتشال كل الجثث.
وأضافت القسام في بيان عبر تليغرام أنها سلّمت عيّنات من رفات مجهول الهوية كدفعة وعرضت تسهيل عمليات التسليم، مشيرة إلى أن تسليم العينات هدفه "قطع الطريق" على ادعاءات الاحتلال.
وضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، سلمت حماس 20 أسيراً إسرائيلياً حياً، ورفات 19 أسيراً من أصل 28، حتى الخميس، معظمهم إسرائيليون حسب ما أعلنت.
لكن تل أبيب ادّعت سابقاً أن إحدى الجثث المتسلمة لا تتطابق مع أي من أسراها، فيما أعلنت الثلاثاء أنها تسلمت بقايا رفات لأسير إسرائيلي كانت استعادت جثته في وقت سابق ودفنتها في إسرائيل.
وترهن إسرائيل بدء التفاوض لتدشين المرحلة الثانية من اتفاقها مع حماس بتسلمها بقية جثث الأسرى، فيما تؤكد الحركة أن الأمر يستغرق وقتاً لاستخراجها نظراً إلى الدمار الهائل بغزة.
والأسبوع الماضي، سمحت إسرائيل بدخول معدات للبحث عن جثامين الأسرى القتلى، وفق ما أكده إعلام عبري، في وقت تمنع فيه دخول آليات ثقيلة للقطاع لانتشال آلاف الجثامين التي تعود لفلسطينيين مفقودين تحت أنقاض المنازل التي دمرتها خلال الحرب.
ويقدر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة وفق أحدث معطياته وجود 9500 فلسطيني مفقود إما تحت أنقاض المنازل المدمرة، وإما أن مصيره ما زال مجهولاً. كما يقبع في سجون إسرائيل أكثر من 10 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، ويعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، استُشهد عديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وأنهى اتفاق وقف النار، وفقاً لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، حرب إبادة إسرائيلية على غزة استمرت عامين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدعم من واشنطن، خلفت أكثر من 68 ألف شهيد وما يزيد على 170 ألف جريح.