جيش الاحتلال يبدأ هدم منازل في جنين ويُمهّد لممرات عسكرية داخل مخيمات الضفة
بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، عمليات هدم جديدة في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، تزامناً مع تجهيزات يجريها لإنشاء ممرات عسكرية داخل مخيمات الضفة.
وقال شهود عيان إنّ "جرافات عسكرية إسرائيلية شرعت في هدم منازل في حي عبد الله عزام داخل المخيم"، مشيرين إلى هدم منزلين حتى الساعة. وأضاف الشهود أن جيش الاحتلال سمح الخميس، لعدد من العائلات بالدخول إلى منازلها لإخراج مقتنياتها قبل بدء عملية الهدم.
وفي وقت سابق الجمعة، أعلن جيش الاحتلال عزمه هدم 24 مبنى داخل مخيم جنين، بزعم وجود خطر، وادعى في بيان أن "الحاجة العملياتية الواضحة والضرورية تقتضي هدم مبانٍ داخل مخيم جنين"، وفق تعبيره.
وفي 12 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن صور أقمار صناعية أظهرت أن نحو 1460 مبنى تعرضت للتدمير أو لأضرار فادحة ومتوسطة في مخيمات جنين ونور شمس وطولكرم شمالي الضفة الغربية.
وتندرج عمليات الهدم ضمن عدوان إسرائيلي متواصل منذ الأربعاء في محافظتي جنين وطوباس شمالي الضفة.
إعادة تشكيل جغرافي
في غضون ذلك، بدأ جيش الاحتلال نشر آليات ثقيلة داخل مخيمي طولكرم ونور شمس شمالي الضفة الغربية، في خطوة تعد تمهيداً لعملية إعادة تشكيل جغرافي للمخيمات، تهدف لتسهيل تحرك الجيش في المخيمات لأغراض عسكرية.
وقال نائب محافظ طولكرم فيصل سلامة للأناضول، إن "الجانب الإسرائيلي بدأ الجمعة، نشر آليات وشاحنات في مخيمي طولكرم ونور شمس لتعبيد الطرقات وإعادة تأهيلها على حساب البيوت التي تم هدمها خلال الأشهر الأخيرة".
وذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي "هدم نحو ألفي وحدة سكنية بشكل كامل في المخيمين، ما ترك آلاف العائلات بلا مأوى، فيما تعرضت نحو أربعة آلاف وحدة أخرى لأضرار جزئية"، مبيناً أن هذه الطرقات تشق وتعبد بما يخدم تسهيل تحرك جيش الاحتلال داخل المخيمات ولأغراض عسكرية بحته.
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" قالت الخميس، إنّ "نحو 32 ألف شخص لا يزالون نازحين قسرياً عن مخيمات شمالي الضفة الغربية، نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي، والتي شملت مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس".
وذكرت "أونروا" أن العملية الإسرائيلية حولت المخيمات الفلسطينية إلى "مدن أشباح" بعد أن كانت "نابضة بالحياة سابقاً"، ولفت مدير شؤون "الأونروا" في الضفة الغربية المحتلة، رولاند فريدريك، إلى استمرار إصدار جيش الاحتلال الإسرائيلي أوامر هدم جديدة بذريعة "الأغراض العسكرية".
وأوضح فريدريك أن الأوامر الإسرائيلية شملت مؤخراً هدم 12 مبنى كلياً في مخيم جنين و11 مبنى جزئياً، كما شهد شهرا مارس/آذار ويونيو/حزيران عمليات هدم جماعية لأكثر من 190 مبنى، إضافة إلى تفجير 20 مبنى بشكل متحكم به في فبراير/شباط الماضي.
وأكد المسؤول الأممي أن هذا "التدمير الممنهج يتعارض مع القانون الدولي” ويعزز السيطرة طويلة المدى للاحتلال على المخيمات، مشدداً على أن المناطق تحتاج إلى إعادة بناء وليس مزيداً من التدمير، ويجب السماح لسكانها بالعودة إلى منازلهم واستعادة حياتهم.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية منذ أكثر من عامين عبر الاقتحامات والاعتقالات والاغتيالات، بالتزامن مع حرب الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى اليوم.
ووفق بيانات رسمية فلسطينية، أسفرت الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية عن استشهاد أكثر من 1085 فلسطينياً وإصابة نحو 11 ألفاً، واعتقال ما يزيد على 20 ألفاً و500 شخص منذ بدء الإبادة التي ارتكبتها تل أبيب في غزة.