إصابة 3 سوريين خلال توغل الاحتلال في ريف القنيطرة.. ووزير إسرائيلي يصف الحرب مع سوريا بـ"الحتمية"
أُصيب 3 سوريين، الثلاثاء، برصاص قوات إسرائيلية توغلت في بلدة خان أرنبة بريف محافظة القنيطرة جنوب غربي البلاد، حسب ما أفادت به قناة "الإخبارية السورية".
وأوضحت القناة أن "قوات الاحتلال استخدمت عدة آليات عسكرية وناقلات جنود وأطلقت قنابل دخانية".
فيما ذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن القوات الإسرائيلية أطلقت قنابل دخانية على المواطنين، بعد نصبها حاجزاً بين بلدة خان أرنبة وقرية عين عيشة بريف القنيطرة.
وأوضحت أن "قوة للاحتلال مؤلفة من 5 آليات عسكرية محمَّلة بالجنود نصبت حاجزاً بين بلدة خان أرنبة وقرية عين عيشة في ريف القنيطرة الشمالي عند الأوتوستراد القديم، وأطلقت النار والقنابل الدخانية على المواطنين ومنعت المارة من المرور، ما أدى إلى إصابة 3 مدنيين جراء إطلاق النار عليهم مباشرةً".
من جانبهم، نظَّم عدد من أهالي بلدة خان أرنبة وقفة احتجاجية "تنديداً بانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وتوغلاته في البلدة" وعدوانه السافر على عدد من الشباب، وفق الوكالة.
من جهته، ادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان، أن "أعمال شعب اندلعت خلال نشاط لقوات من الجيش الإسرائيلي في القنيطرة"، حسب هيئة البث العبرية الرسمية.
وأضاف: "اقترب متشبه بهم من القوات وشكّلوا تهديداً، وردّت القوات بإطلاق النار في الهواء لإبعادهم". وتابع: "بعدما لم يبتعدوا، أطلقت النار على النصف السفلي من جسد اثنين، وجرى تفريق أعمال الشغب".
في سياق متصل، قال وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي، مساء الثلاثاء، إن الحرب مع سوريا "حتمية"، وذلك وسط استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على البلد العربي.
جاء ذلك في تدوينة مقتضبة على حسابه بمنصة "إكس"، تعقيباً على تسجيلات لجنود من الجيش السوري يهتفون لغزة، خلال مسيرة في احتفالات عيد التحرير، يوم الاثنين، ما أثار قلقاً داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
وكتب شيكلي، من حزب "الليكود" بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في التدوينة المرفقة بخبر هتافات الجنود السوريين لغزة: "الحرب حتمية".
وفي وقت سابق الثلاثاء، كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن نقاشات جرت داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بمشاركة مسؤولين كبار، تناولت أهمية ودلالة الفيديوهات التي تُظهر جنوداً سوريين يهتفون بشعارات عدوانية ضد إسرائيل، ويستخدمون كلمة "عدو" للإشارة إليها.
وقالت الإذاعة: "من المتوقع أن تتخذ إسرائيل خطوات -بما في ذلك توجيه رسائل قوية إلى النظام السوري حول هذا الموضوع- ومطالبته بإدانة تسجيلات جنوده".
وأشارت إلى أن الجنود في المقاطع المسجلة يهتفون بعبارات مثل: "غزة، غزة، شعار النصر والصمود"، و"جئت إليك يا عدوي لأصنع من دمائك ذخيرة وأملأ الأنهار بدمائك"، و"غزة، غزة، غزة رمز، احتلال ودمار، ليل نهار".
ونقلت الإذاعة عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين لم تسمِّهم، قولهم: "نحن نتعامل مع النظام السوري بمبدأ الشك والريبة".
ورغم أن الحكومة السورية الحالية لم تشكل أي تهديد لتل أبيب، فقد توغل الجيش الإسرائيلي مراراً داخل البلد العربي، وشنَّ غارات جوية قتلت مدنيين ودمرت مواقع وآليات عسكرية وأسلحة وذخائر تابعة للجيش. وبعد إسقاط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، أعلنت إسرائيل انهيار اتفاقية فصل القوات المبرمة مع سوريا عام 1974، فيما طالبت دمشق مراراً بوقف انتهاكات تل أبيب.
وشهدت العاصمة السورية دمشق، الاثنين، مسيرة عسكرية ضمن الاحتفالات بعيد التحرير، ردد خلالها جنود من الجيش السوري هتافات داعمة لقطاع غزة، الذي شهد خلال العامين الماضيين إبادة إسرائيلية أودت بحياة أكثر من 70 ألف شخص، بينهم أكثر من 171 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء.
وتحتفل سوريا هذه الأيام بـ"عيد التحرير"؛ تخليداً للخلاص من نظام الأسد عبر معركة "ردع العدوان"، التي انطلقت في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 في حلب، قبل أن يتمكن الثوار من دخول دمشق بعد 11 يوماً، معتبرين هذا اليوم نهاية حقبة طويلة من القمع والانتهاكات التي استمرت 14 عاماً.