شهيد برصاص جيش الاحتلال في الضفة.. ومحافظة القدس تحذّر من تحركات إسرائيل ضد القنصليات الأجنبية

استشهد فتى فلسطيني، اليوم الخميس، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في بلدة اليامون غرب مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.

By
انتشار قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية

وقالت الوزارة في بيان إن "الهيئة العامة للشؤون المدنية أبلغت باستشهاد الطفل مراد فوزي أبو سيفين (15 عاماً) برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة اليامون"، مشيرة إلى أن القوات الإسرائيلية احتجزت جثمانه.

وذكرت مصادر محلية أن قوة عسكرية إسرائيلية اقتحمت البلدة في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء، وأطلقت النار على أحد الشبان، ومنعت طواقم الإسعاف من الوصول إليه.

ويأتي ذلك في إطار الاقتحامات المتكررة التي ينفذها جيش الاحتلال لمدن وبلدات الضفة الغربية بهدف اعتقال فلسطينيين، وغالباً ما تسفر عن سقوط شهداء وجرحى.

وباستشهاد أبو سيفين، يرتفع عدد الشهداء في محافظة جنين منذ بدء العدوان على مدينة ومخيم جنين في الحادي والعشرين من يناير/كانون ثاني الماضي إلى 56 شهيداً، وأكثر من 200 مصاب، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا". 

وفي السياق، أصيب، مساء الأربعاء، شاب فلسطيني برصاص جيش الاحتلال خلال محاولته اجتياز الجدار الفاصل في بلدة الرام شمال القدس، وفق ما أفادت به جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، التي نقلت المصاب إلى مستشفى في رام الله.

وتتكرر إصابات الفلسطينيين قرب الجدار الفاصل المحيط بالقدس وعلى امتداد الضفة الغربية، خلال محاولات عمال فلسطينيين اجتيازه بحثاً عن عمل داخل إسرائيل، في ظل استمرار منعهم من دخول أماكن عملهم منذ بدء الحرب على غزة قبل نحو عامين.

ويبلغ ارتفاع الجدار، الذي أقامته إسرائيل بحجة "الأمن"، أكثر من 8 أمتار، ويمتد بطول يقارب 202 كيلومتر، معظمها داخل أراضٍ فلسطينية محتلة، وفق منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية، فيما اعتبرت محكمة العدل الدولية في لاهاي عام 2004 تشييده "غير قانوني".

وبحسب الاتحاد العام لنقابات استشهد 44 عاملاً فلسطينياً وأُصيب العشرات برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء الحرب، فيما اعتُقل أكثر من 32 ألفاً خلال محاولاتهم اجتياز الجدار أو العمل داخل إسرائيل.

كما شهدت محافظة جنين مساء الأربعاء تصعيداً جديداً، حيث تسببت قنابل مضيئة أطلقتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية رمانة غرب المدينة باحتراق عدد من أشجار الزيتون في أراضي المواطنين، فيما عملت طواقم الدفاع المدني على إخماد النيران، حسب ما نقلته "وفا".

تحركات إسرائيل ضد القنصليات "ذعراً سياسياً"

وفي سياق متصل، اعتبرت محافظة القدس أن مناقشة لجنة الأمن القومي في الكنيست الإسرائيلي وضع القنصليات الأجنبية في المدينة والمطالبة بإغلاقها "تعبّر عن ذعر سياسي وانهيار أخلاقي"، و"تعدٍّ على السيادة الدولية والوضع القانوني للقدس".

وقالت المحافظة في بيان، إن هذه التحركات الإسرائيلية تأتي في وقت تتزايد فيه الاعترافات الدولية بدولة فلسطين، مشيرة إلى أن عدة دول أوروبية، منها فرنسا وإسبانيا والسويد وبلجيكا وتركيا واليونان والفاتيكان اعترفت مؤخراً بدولة فلسطين، ليصل عدد الدول المعترفة بها إلى 160 دولة من أصل 193 عضواً في الأمم المتحدة.

وأكدت المحافظة أن "أي محاولة لتقييد أو إغلاق القنصليات الأجنبية في القدس الشرقية تمثل اعتداءً على الإرادة الدولية"، مشددة على أن القدس الشرقية "أرض فلسطينية محتلة وفق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة".

ويأتي ذلك في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الضفة الغربية والقدس، بالتزامن مع حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 68 ألف فلسطيني وإصابة نحو 170 ألفاً، إلى جانب تدمير ما يزيد على 90% من البنية التحتية في القطاع.

وفي الوقت ذاته، تواصل القوات الإسرائيلية والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، ما أدى إلى استشهاد 1066 فلسطينياً وإصابة نحو 10 آلاف آخرين، فضلاً عن اعتقال أكثر من 20 ألف شخص، بينهم 1600 طفل.