الخرطوم تبحث مبادرات لوقف الحرب.. والأمم المتحدة تحذر من وفاة أطفال السودان يومياً
أعلن وزير الدفاع السوداني حسن داؤود كبرون، الثلاثاء، أن مجلس الأمن والدفاع في الخرطوم ناقش مبادرات خارجية تهدف إلى وقف الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، مؤكداً ترحيب الحكومة "بأي جهد ينهي معاناة السودانيين".
وقال كبرون، عقب اجتماع المجلس برئاسة رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان، إن المجلس ناقش "الجرائم التي ارتكبتها المليشيا المتمردة في مدينة الفاشر"، وقرر "استنهاض واستنفار الشعب السوداني لمساندة القوات المسلحة لإنهاء التمرد"، مضيفاً أنه جرى تكليف لجنة لإعداد رؤية لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية واستعادة الأمن والسلام في عموم البلاد.
ويأتي الاجتماع بعد أيام من سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وارتكابها مجازر بحق مدنيين وفق منظمات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية وانقطاع الإمدادات الطبية والغذائية عن آلاف النازحين.
وأكد وزير الدفاع ترحيب الحكومة بـ"الجهود المخلصة" لإنهاء معاناة السودانيين، مشيداً بمساعي الولايات المتحدة ومستشار الرئيس الأمريكي مسعد بولس، في وقت تتداول فيه أنباء عن مبادرة أمريكية لهدنة إنسانية تمتد ثلاثة أشهر تمهيداً لتسوية سياسية، دون صدور تأكيد رسمي من الأطراف المعنية.
ويشترط الجيش السوداني لأي حوار مع "الدعم السريع" انسحاب الأخيرة من المدن التي تسيطر عليها وعدم مشاركتها في العملية السياسية المستقبلية، بينما تسيطر القوات شبه العسكرية حالياً على ولايات دارفور الخمس، في حين يحتفظ الجيش بمعظم مناطق السودان الأخرى، بما فيها العاصمة الخرطوم.
تحذيرات أممية
وفي السياق، حذّرت منظمات أممية من تفاقم الأوضاع الإنسانية، إذ قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ريكاردو بيريس إن "الأطفال في السودان يموتون يومياً لأسباب يمكن الوقاية منها"، مشيراً إلى أن البلاد تواجه "أكبر أزمة غذائية في العالم"، حيث يعاني أكثر من 3.2 مليون طفل من سوء تغذية حاد، بينهم 772 ألفاً في حالة حرجة.
وأكد المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير، أن تقارير الأمم المتحدة تشير إلى وجود مجاعة في مدينتي الفاشر وكادوقلي، مع تحذيرات من أن 20 منطقة أخرى مهددة بالمجاعة، لافتاً إلى أن نحو 21.2 مليون شخص، أي ما يعادل 45% من سكان السودان، سيواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي بحلول سبتمبر/أيلول 2025.
ويشهد السودان منذ 15 أبريل/نيسان 2023 حرباً مدمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، تسببت في مقتل عشرات آلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.