أثارت مذكّرة تقدم بها المحامي المصري سمير صبري للنائب العام يطالب من خلالها بحصر أموال السوريين المقيمين في البلاد غضباً واسعاً لدى مئات المصريين.
وعبّر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عن رفضهم تلك المذكرة، عبر هاشتاغ "السوريين منورين مصر" الذي احتلّ المركز الأول في قائمة الوسوم المتداولة على تويتر.
وطالب صبري في المذكرة التي أرسلها إلى النائب العام المستشار نبيل صادق، بضرورة وضع أطر قانونية تتيح لأصحاب الأموال السوريين، العمل وفق قوانين واضحة وبيئة استثمار صحيحة.
وقال صبري إن السوريين تمكنوا من العبور إلى قلوب المصريين مستخدمين جسر الوجه البشوش والكلمة الطيبة والكرم، ولكن أموالهم يجب أن تخضع للرقابة اللازمة لحماية البلاد من أي أموال "مشبوهة مغرضة"، مشيراً إلى أن بعض هؤلاء المستثمرين أخذ قروضاً من البنوك السورية وهرب، وقلة منهم قاموا "بممارسات ضدّّ بلدهم" خلال الأزمة، وبعضهم قد يكون مموّلاً لجماعات إرهابية.
وذكر أن حجم استثمارات رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال السوريين والذين انتقل معظمهم للإقامة في مصر بعد بدء الأزمة قُدّر بنحو 23 مليار دولار، استُثمر معظمها في العقارات والأراضي وبعضها في مصانع ومطاعم ومحال تجارية.
وتساءل صبري "هل تخضع أنشطة السوريين وأموالهم ومشروعاتهم للرقابة المالية أم لا؟ والسلطات المصرية تعلم مصدر تلك الأموال وكيفية دخولها الأراضي المصرية وكيفية إعادة الأرباح وتصديرها مرة أخرى؟ وهل تخضع هذه الأموال لقوانين الضرائب في مصر ويُعامَل المستثمر السوري أيّاً كان نشاطه وأيّاً كانت استثماراته معاملة المصري أمام الجهات الرقابية المالية.
عنصرية ورد فعل
واعتبر المحامي الحقوقي نائب المدير التنفيذي لمنظمة هيومينا لحقوق الإنسان مصطفى فؤاد، أن المحامي سمير صبري هو إحدى أدوات النظام المصري، وأن تلك الخطوة جزء من عنصرية يمارسها النظام المصري ضدّ السوريين، والغرض منها اختبار الرأي العام تجاه سلب السوريين أموالهم، فضلاً عن استخدامها أداةً للضغط على المجتمع الغربي لتقديم أموال بشكل أو بآخَر خشية أن تتحول وجهة هؤلاء السوريين من مصر إلى الدول الأوروبية.
وأضاف فؤاد في تصريحات خاصة لـTRT عربي، أن ما يحدث لا يمكن فصله عما يحدث تجاه السوريين في لبنان من التيار العَوني المعروف بقربه من النظام المصري. وأشار فؤاد إلى أن ردّ فعل المصريين وتَصدُّر هاشتاغ "السوريين منورين مصر" هو رد فعل طبيعي ومتوقَّع من الشعب المصري الذي تربطه بسوريا روابط أخوّه تمتدّ عشرات السنوات.
وتفاعل عدد كبير من النشطاء والفنانين والشخصيات العامة على مواقع التواصل الاجتماعي مع الهاشتاغ المنتشر، فقال الممثل الكوميدي المصري محمد هنيدي عبر تويتر، إن مصر وسوريا كانتا دولة واحدة من قبل وستظلّان كذلك.
وتضامن عديد من الفنانين مع السوريين، وأبدوا ترحيبهم بكل سوري على أرض مصر، فيما عبَّرَت الفنانة السورية المقيمة بمصر كندة علوش عن فرحها بانتشار الهاشتاغ.






















