غزة.. 830 شهيداً منذ استئناف العدوان وتحذيرات من كارثة غير مسبوقة بسبب إغلاق المعابر
أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، اليوم الأربعاء، ارتفاع حصيلة ضحايا الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل إلى 50 ألفاً و183 شهيداً و113 ألفاً و828 مصاباً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقالت الوزارة في بيان: "وصل مستشفيات قطاع غزة 39 شهيداً بينهم حالة انتشال و124 إصابة، خلال 24 ساعة الماضية"، وأوضحت أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ استئناف الإبادة في 18 مارس/آذار الجاري ارتفعت إلى "830 شهيداً وألف و787 إصابة".
وأعلنت ارتفاع حصيلة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى "50 ألفاً و183 شهيداً، و113 ألفاً و828 إصابة"، مشيرة في بيانها إلى وجود عدد من الضحايا تحت ركام المنازل المدمرة وفي الطرقات، إذ لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
ارتفاع الحصيلة
ارتفع عدد الشهداء جراء تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 16 فلسطينياً على الأقل بينهم 6 أطفال منذ فجر الأربعاء، بعد أن كانوا 12 في وقت سابق، في ظل تكثيف تل أبيب إبادتها الجماعية في القطاع.
وقال شهود عيان إن القصف الإسرائيلي طال منازل وتجمعات لمدنيين في مناطق مختلفة من القطاع، واستشهدت سيدة فلسطينية بعدما أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي النيران صوبها في منطقة الشاكوش شمال غرب مدينة رفح جنوبي القطاع، وفق إفادة مصدر طبي.
كما استشهد فلسطيني في قصف إسرائيلي استهدف تجمعاً لمدنيين في بلدة الشوكة شرقي مدينة رفح، بحسب المصدر ذاته.
وفي خان يونس جنوبي القطاع، استشهد فلسطينيان بقصف إسرائيلي استهدف تجمعاً لمدنيين وسط المدينة، وفق ما أورده مصدر طبي.
وفي وقت سابق الأربعاء، استشهد 12 فلسطينياً في 3 غارات إسرائيلية وفق إفادة مصادر طبية وشهود، الأولى استهدفت منزلاً لعائلة النجار في جباليا البلد شمال القطاع ما أسفر عن استشهاد 8 أشخاص بينهم 6 أطفال.
وأما الغارة الثانية فقد استهدفت شقة سكنية بمخيم البريج وسط القطاع ما أسفر عن استشهاد فلسطينيين اثنين، بينما استهدفت الثالثة تجمعاً لمدنيين في محيط ديوان النجار وأسفرت عن استشهاد فلسطينيين اثنين بينهما سيدة.
ومنذ 18 مارس/آذار الجاري، كثفت إسرائيل جرائم إبادتها الجماعية بغزة بشن غارات عنيفة على نطاق واسع استهدفت المدنيين، في هجمات تعد أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني الماضي.
"كارثة غير مسبوقة"
وفي سياق متصل، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، اليوم الأربعاء، إن مواصلة إسرائيل إغلاق معابر القطاع يدفع بالأوضاع نحو كارثة غير مسبوقة تهدد حياة 2.4 مليون فلسطيني وسط إبادة جماعية ترتكبها منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأضاف المكتب في بيان: "منذ 18 شهراً، يواصل الاحتلال الإسرائيلي حربه الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مستخدماً سياسة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي".
وتابع: "استمراراً لإغلاق المعابر منذ بدء حرب الإبادة الجماعية، وفي مطلع مارس/آذار 2025، صعَّد الاحتلال من جرائمه باتخاذ قرار تعسفي بإغلاق جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية وشاحنات الوقود بشكل كامل".
وأوضح أنه بموجب البروتوكول الإنساني ضمن اتفاق وقف إطلاق النار بغزة الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المفترض "دخول 600 شاحنة مساعدات يومياً و50 شاحنة وقود".
وذكر المكتب الإعلامي الحكومي أنه منذ بدء مارس/آذار منعت إسرائيل دخول "15 ألف شاحنة مساعدات وألف و250 شاحنة وقود"، محذراً من كارثة إنسانية حقيقية.
وتشكل هذه المساعدات شريان الحياة لفلسطينيي القطاع الذين حولتهم الإبادة الإسرائيلية إلى فقراء وفق ما أفادت به معطيات البنك الدولي.
الغذاء والمياه
وجراء إغلاق المعابر، قال المكتب إن 85% من الفلسطينيين فقدوا مصادر الغذاء الأساسية بسبب توقف التكيّات الخيرية والمساعدات الغذائية، فيما خلت الأسواق من السلع التموينية.
وحذر من تداعيات خطيرة لمجاعة وشيكة في القطاع جراء إغلاق المعابر، الذي أدى أيضاً إلى توقف عشرات المخابز عن العمل بسبب نفاد الوقود ومنع دخوله.
في السياق، قال إن أكثر من 90% من فلسطينيي غزة باتوا بلا مصدر مياه نظيفة، بينما دمرت إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 نحو 719 بئراً و330 ألف متر طولي من شبكات المياه.
وفي 9 مارس/آذار الجاري، قطعت إسرائيل الكهرباء المحدودة الواصلة لتشغيل محطة تحلية المياه وسط القطاع، إذ قال مدير الإعلام بشركة توزيع كهرباء غزة محمد ثابت، في تصريح سابق للأناضول، إن إسرائيل كانت تزود القطاع بخمسة ميغاوات من الطاقة منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وأوضح المكتب أن إغلاق المعابر ونفاد الوقود أديا أيضاً إلى "توقف برامج فتح الشوارع وإزالة الركام وتراكم النفايات في مئات الشوارع".
وأنذر من كارثة صحية في القطاع في ظل انتشار الأمراض والبعوض والحشرات الضارة جراء التلوث البيئي.
الصحة والإيواء والتعليم
وعن القطاع الصحي، قال إن إغلاق المعابر منع دخول الأدوية والعلاجات والمستلزمات والوفود الطبية والجراحين المتخصصين إلى قطاع غزة.
وأضاف أن الحصار حرم 22 ألف مريض وجريح من العلاج بالخارج من بينهم 12 ألفاً و500 مريض سرطان، بينما فاقم معاناة 350 ألف مريض مزمن بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية.
وأشار إلى أن إسرائيل دمرت منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 نحو 34 مستشفى و80 مركزاً صحياً وأخرجهم من الخدمة، فضلاً عن استهداف جيش الاحتلال لعشرات المؤسسات الصحية و140 سيارة إسعاف.
وحول توفير الخيام والكرفانات للنازحين بغزة، قال المكتب إن منع إسرائيل إدخالها ترك 280 ألف أسرة دمر الجيش منازلهم خلال الإبادة بلا مأوى.
وتابع: "اهتراء 110 آلاف خيمة على مدار حرب الإبادة الجماعية، ما زاد من معاناة النازحين".
وعن قطاع التعليم، قال إن إسرائيل دمرت 500 جامعة ومدرسة بشكل كامل أو جزئي، وقتلت 12 ألفاً و900 طالب من المراحل الدراسية المختلفة وحرمت 785 ألف طالب من التعليم.
الطرق والمواصلات والكهرباء
إغلاق المعابر ومنع إدخال الوقود وغاز الطهي، تسبب بتوقف شبه تام لحركة النقل والمواصلات، بحسب البيان.
وأضاف إن إسرائيل دمرت على مدار أشهر الإبادة 2.8 مليون متر طولي من شبكات الطرق والشوارع.
وفيما يتعلق بالكهرباء، ذكر إن إسرائيل تمنع "إدخال وقود محطة توليد الكهرباء الوحيدة، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي منذ 18 شهراً".
وأوضح أن إسرائيل دمرت على مدار 18 شهراً نحو 3 آلاف و799 كيلومتراً من شبكات الكهرباء وألفين و105 محولات توزيع كهرباء.
وحمل المكتب الحكومي إسرائيل والإدارة الأمريكية "المسؤولية الكاملة عن تدهور الواقع الإنساني بصورة كارثية في قطاع غزة وبشكل غير مسبوق"، ودعا العالم لإدانة هذه الجرائم التي صنفها القانون الدولي بأنها "ضد الإنسانية".
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/آذار، قتلت إسرائيل حتى الأربعاء 830 فلسطينياً وأصابت 1787 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بالقطاع.
وقالت الأمم المتحدة إن قرابة 124 ألف فلسطيني نزحوا مرة أخرى بعد أن استأنفت إسرائيل هجماتها على قطاع غزة وأصدرت "أوامر الإخلاء".
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 164 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
ويمثل هذا التصعيد، الذي قالت تل أبيب إنه بتنسيق كامل مع واشنطن، أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي امتنعت إسرائيل عن تنفيذ مرحلته الثانية بعد انتهاء الأولى مطلع مارس/آذار الجاري.
ورغم التزام حركة حماس بنود الاتفاق، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، رفض بدء المرحلة الثانية استجابة لضغوط المتطرفين في حكومته.