في تحدٍّ للمحكمة.. المجر تستعد لاستقبال نتنياهو رغم مذكرة الاعتقال من "الجنائية الدولية"

يتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى المجر الأربعاء المقبل، في أول زيارة له إلى دولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية منذ إصدارها مذكرة اعتقال دولية بحقه.

مظاهرة قرب البيت الأبيض في واشنطن تنديدا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو / REUTERS

وكانت المحكمة الجنائية الدولية، التي تتخذ من لاهاي مقراً لها، قد أصدرت في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 مذكرة اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ضد الفلسطينيين في غزة.

وتعني هذه المذكرة أنه يمكن اعتقال نتنياهو إذا سافر إلى أي من الدول الـ120 الأعضاء في المحكمة، لكن بعض الدول، مثل المجر وفرنسا، قد أعلنت أنها لن تلتزم تنفيذ هذه المذكرة.

وأعلن مكتب نتنياهو الأحد، أن رئيس الوزراء سيزور بودابست يوم الأربعاء المقبل، إذ يلتقي نظيره المجري فيكتور أوربان، في زيارة تمتد لخمسة أيام، على أن يعود إلى تل أبيب الأحد المقبل.

وتعد هذه الزيارة الأولى لنتنياهو إلى دولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية، ما يجعل المجر، نظرياً، ملزمة بتنفيذ مذكرة الاعتقال، وفقاً لصحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية.

وكانت المجر من أوائل الدول التي أعلنت أنها لن تمتثل لمذكرة الاعتقال، وتبعتها دول أخرى مثل فرنسا.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وجه رئيس الوزراء المجري دعوة رسمية لنتنياهو لزيارة بودابست، معبراً عن صدمته من قرار المحكمة الجنائية الدولية، وقال: "المجر تدين بشدة هذا القرار المُخزي، الذي لا يؤثر بأي شكل على التحالف والصداقة بين المجر وإسرائيل".

وأضاف: "دليلاً على دعمنا العميق، أود أن أدعوك إلى المجر في زيارة رسمية، إذ سنضمن أمنك وحريتك"، حسب تعبيره.

وفي 18 مارس/آذار الجاري استأنفت إسرائيل حرب الإبادة الجماعية بغزة، وقتلت حتى صباح السبت 921 فلسطينياً وأصابت 2054 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بالقطاع.

وفي 1 مارس/آذار انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة "حماس" إسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية وقطرية ودعم أمريكي.

ورغم التزام "حماس" بجميع بنود الاتفاق، رفض نتنياهو المضي قدما في المرحلة الثانية، واستأنف الإبادة في غزة، استجابة لضغوط الجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية.

وإجمالاً أسفرت الإبادة الإسرائيلية بدعم أمريكي مطلق، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عن أكثر من 164 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين في غزة، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

وتحاصر إسرائيل غزة للعام الثامن عشر، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها، البالغ عددهم نحو 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع أولى مراحل المجاعة، جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.