وقال المتحدث العسكري لجماعة الحوثي، يحيي سريع في بيان متلفز إن "العدو الأمريكي شن عدواناً سافراً على بلدنا خلال الساعات الماضية بأكثر من 47 غارة جوية"، وفق قناة "المسيّرة" التابعة للجماعة، مشيراً إلى أن الغارات استهدفت مناطق عدة في محافظات صنعاء وصعدة والبيضاء وحجة وذمار ومأرب والجوف.
وتابع: "ارتكب العدو الأمريكي عدداً من المجازر، إذ أدى هذا العدوان إلى استشهاد وجرح العشرات في حصيلة غير نهائية".
وأشار سريع إلى أن قوات الحوثي نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية “يو اس اس هاري ترومان” والقطع الحربية التابعة لها شمالي البحر الأحمر بـ”18 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة” وذلك "رداً على العدوان الأمريكي”.
وشدد سريع على أن قوات الحوثيين "لن تتردد في استهداف جميع القطع الحربية الأمريكية في البحرين الأحمر والعربي، رداً على العدوان على بلدنا". كما أكد استمرار هذه القوات في "فرض الحصار البحري على العدو الإسرائيلي وفرض الحظر على سفنه في منطقة العمليات المعلن عنها، حتى إدخال المساعدات والاحتياجات الأساسية إلى قطاع غزة".
في المقابل، أعلن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث أن الهجمات التي بدأت ضد الحوثيين في اليمن، أمس السبت، ستتواصل. وقال في حديثه لقناة "فوكس نيوز" الأمريكية، اليوم الأحد، إن وجهة نظر واشنطن بشأن الحوثيين واضحة.
وأضاف: "ستتوقف هذه الهجمات عندما يقول الحوثيون (سنوقف الهجمات على سفنكم وطائراتكم المسيّرة)، ولكن حتى ذلك الحين ستتواصل الهجمات بلا هوادة".
ولفت هيغسيث، إلى أن تنفيذ الولايات المتحدة هذه الهجمات ضد الحوثيين مرتبط مباشرة بمصالحها الوطنية. وزعم أن إيران كانت توفر الإمكانات للحوثيين منذ فترة طويلة، وأنه سيكون من الأفضل أن تتراجع عن ذلك.
والسبت أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أنه أمر الجيش بشن "هجوم كبير" ضد الحوثيين في اليمن. وأسفر العدوان الأمريكي على عدة مدن يمنية، مساء السبت، عن 31 قتيلاً و101 جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وفق ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لجماعة الحوثي.
وهذه أول ضربات على اليمن منذ اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس بغزة في يناير/كانون الثاني الماضي.
و"تضامناً مع غزة" في مواجهة الإبادة، باشرت جماعة الحوثي منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 استهداف سفن شحن مملوكة لإسرائيل أو مرتبطة بها في البحر الأحمر أو في أي مكان تطاله بصواريخ وطائرات مسيّرة. كما شن الحوثيون من حين إلى آخر هجمات بصواريخ ومسيّرات على إسرائيل، بعضها استهدف مدينة تل أبيب (وسط)، قبل أن توقفها مع دخول وقف إطلاق النار بغزة حيز التنفيذ.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وفي 1 مارس/آذار 2025 انتهت المرحلة الأولى من اتفاق غزة، وأعادت إسرائيل بعدها بأيام إغلاق المعابر، لمنع إدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع الفلسطيني. وتنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، إذ يرغب في إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين، دون تنفيذ التزامات هذه المرحلة، ولا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من غزة بشكل كامل.
وحوّلت إسرائيل غزة إلى أكبر سجن بالعالم، إذ تحاصرها للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، وسط شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء.
















