الشرع يؤكد أهمية العلاقات مع روسيا وأمريكا ويطالب بوقف الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا

أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن بلاده تسعى إلى إقامة علاقات جديدة متوازنة مع كل من الولايات المتحدة وروسيا، مشدداً على أن المرحلة الراهنة تتطلب تعاوناً دولياً لإعادة بناء سوريا بعد سنوات من الحرب والانقسام.

By
الرئيس السوري أحمد الشرع

وفي مقابلة له مع صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الاثنين، نُشرت اليوم الأربعاء، قال الشرع إن هدف حكومته الأهم هو "البدء في بناء علاقات جيدة بين سوريا والولايات المتحدة، بعد قرن من العلاقات غير المستقرة"، موضحاً أن البلدين يمتلكان "مصالح مشتركة عديدة في الملفات الأمنية والاقتصادية"، وأن "استقرار سوريا سينعكس إيجاباً على استقرار المنطقة بأكملها".

وأضاف الشرع: "الاستقرار مرتبط بالاقتصاد، والاقتصاد أو التنمية الاقتصادية مرتبط برفع العقوبات. وهذا النقاش مستمر منذ عدة أشهر، وأعتقد أننا توصلنا إلى نتائج جيدة، لكننا ما زلنا ننتظر القرار النهائي".

تحديات داخلية

وفي الشأن الداخلي، أوضح الشرع أن سوريا "خرجت من حرب شرسة بعد عقود من الحكم الاستبدادي وتعيش حالياً مرحلة انتقالية تختلف ظروفها عن الدول المستقرة"، مؤكداً أن الحكومة "تعمل على إعادة بناء الدولة وترسيخ سيادة القانون".

وأفاد الشرع بوجود "تحديات كبيرة ومجموعات تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة تحت ذرائع دينية أو طائفية"، وقال: "سوريا عاشت 1400 عام من التعايش والتنوع الديني، ولا تزال قادرة على الحفاظ عليه".

وفي ما يخص مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، شدد الرئيس السوري على أن بلاده "حاربت التنظيم الإرهابي لعشر سنوات دون تنسيق مع أي قوة غربية"، مؤكداً أن سوريا اليوم "قادرة على تحمل مسؤولية أمنها بالكامل"، محذراً من أن "أي وجود عسكري خارج سلطة الدولة يهيئ بيئة مثالية لعودة داعش".

ودعا الشرع القوات الأمريكية للإشراف على إدماج ما يُعرف بقوات "قسد" واجهة تنظيم PKK/YPG الإرهابي ضمن أجهزة الدولة، لتتولى الحكومة حماية الأراضي السورية.

الاعتداءات الإسرائيلية

كما تطرق الرئيس السوري إلى الاعتداءات الإسرائيلية، قائلاً إن إسرائيل "انتهكت اتفاق فكّ الاشتباك الموقع عام 1974 بعد سقوط نظام الأسد، وطردت قوات الأمم المتحدة ووسعت وجودها داخل الأراضي السورية".

وأضاف أن إسرائيل "نفذت أكثر من ألف غارة منذ الثامن من ديسمبر الماضي، استهدفت مواقع بينها القصر الرئاسي ووزارة الدفاع، لكن دمشق امتنعت عن الرد حرصاً على إعادة الإعمار"، مؤكداً أن "التوغلات الإسرائيلية ناتجة عن أطماع توسعية وليست لدواعٍ أمنية".

وكشف الشرع عن أن بلاده "تجري مفاوضات مباشرة مع إسرائيل بوساطة أمريكية ودعم دولي"، وأن "الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يؤيد الموقف السوري ويدفع نحو اتفاق يشمل انسحاب إسرائيل إلى حدود ما قبل 8 ديسمبر"، مشدداً في الوقت نفسه على رفض دمشق "أي مقترح لنزع سلاحها في جنوب العاصمة"، قائلاً: "أمن الأراضي السورية شأن سيادي".

العلاقات مع روسيا

وفي ما يتعلق بالعلاقات مع موسكو، قال الشرع إن سوريا "خاضت ضد روسيا حرباً طويلة وقاسية استمرت عشر سنوات"، مضيفاً: "أعلنوا اغتيالي عدة مرات، لكننا اليوم بحاجة إلى علاقات جيدة مع روسيا لأنها عضو دائم في مجلس الأمن ونحتاج تصويتها إلى جانبنا في بعض القضايا، كما أن لدينا مصالح استراتيجية معها".

وأشار الرئيس السوري إلى أن قضية الرئيس المخلوع بشار الأسد "إشكالية وحساسة بالنسبة إلى روسيا"، مضيفاً أن "العلاقة بين البلدين لا تزال في بدايتها، وسنحافظ على حقنا كسوريين في المطالبة بتقديم الأسد إلى العدالة".

وحول قضية الصحفي الأمريكي أوستن تايس، أوضح الشرع أن لدى سوريا نحو 250 ألف مفقود خلال الحرب، من بينهم أجانب، مؤكداً إنشاء لجنة خاصة لتتبع المفقودين وتنسيق الجهود مع السلطات الأمريكية. وكشف عن لقائه والدة تايس قائلاً: “هي امرأة عظيمة، وجعلت والدتي تلتقي بها لأنني كنت مفقوداً لسبع سنوات أيضاً، ووالدتي وحدها كانت تؤمن بعودتي”.

ومساء الاثنين، التقى الرئيس السوري أحمد الشرع نظيره الأمريكي دونالد ترمب في البيت الأبيض، وبحث معه العلاقات الثنائية بين دمشق وواشنطن وسبل تعزيزها وتطويرها، وذلك في أول زيارة لرئيس سوري إلى البيت الأبيض على الإطلاق.