فيدان: تركيا فاعل رئيسي في مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا.. وامتداد رقعة الحرب أمر خطير
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، اليوم الأربعاء، إن تركيا تُعدّ فاعلاً رئيسياً في مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا، مضيفاً أن امتداد رقعة الحرب أمر خطير للغاية، على الهجمات الأخيرة على السفن في البحر الأسود.
وأورد فيدان، في تصريحات للصحفيين عقب مشاركته في اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل، أن الأطراف في المفاوضات الروسية-الأوكرانية “تسأل عن آرائنا باستمرار في هذه الملفات”.
وفي وقت سابق الأربعاء، انطلقت أعمال اجتماع وزراء خارجية دول الناتو في بروكسل لمناقشة الاستعدادات لقمة الحلف في يوليو/تموز 2026 في أنقرة، والتهديدات المتزايدة للأمن الجماعي، ودعم أوكرانيا.
وشدد فيدان، على "أهمية البقاء على طاولة المفاوضات، مهما كانت الظروف صعبة، ومهما اختلفت المواقف"، مؤكدا أن ذلك "سيُثمر عن حلٍّ توافقي".
وأشار إلى أنّ المواقف المبدئية بشأن القضية الروسية الأوكرانية متباينةٌ للغاية، وأنّه من الممكن جمع الأطراف في حلّ وسط.
وتابع الوزير التركي، إنه لدى روسيا موقف إيجابي بشأن المفاوضات “وأعتقد أن أوكرانيا ستتخذ موقفاً إيجابياً قريباً، وأي قبول مبدئي سيستلزم اجتماع الأطراف وجهاً لوجه لتوضيح التفاصيل”.
وأضاف فيدان: "طبعا هذه القضية تتعلق بأراضي أوكرانيا، وبالأهداف الاستراتيجية لروسيا وأمنها، وهي في الوقت نفسه مرتبطة بأمن أوروبا، هذا التشابك الكبير يجعل كل طرف يطالب بأمور مختلفة وفقا لمعاييره الخاصة".
وأشار فيدان، إلى أن "السلام في أوروبا سيخلق نظاما جديدا لأوروبا بعد الحرب"، وأكد أن الاتفاق لن يحقق السلام فحسب، بل سيأتي معه هيكل جديد أيضا.
ولفت فيدان، إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان، يواصل محادثاته مع القادة الأوروبيين، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأضاف: "أكدنا رغبتنا في استضافة محادثات مباشرة، فموقف روسيا إيجابي في هذا الشأن، وأعتقد أن أوكرانيا ستُقدم قريبا موقفا إيجابيا أيضا"، وأكد فيدان، أنه لا يوجد مكان أنسب من تركيا لاستضافة هذه الاجتماعات.
وأكمل: "لقد أثبتنا ذلك من خلال الاجتماعات الثلاثة التي عقدناها الصيف الماضي في إسطنبول، سواء من حيث الاستضافة أو إدارة الاجتماعات، وقد خرج الطرفان راضيين في كل مرة".
وشدد فيدان، أنه على الرغم من أن محادثات إسطنبول لم تُحل جميع المشاكل بين روسيا وأوكرانيا، إلا أنها أرست أساسا راسخا للمحادثات الجارية.
في سياق ذي صلة، أكد فيدان أن الهجمات الأخيرة على السفن في البحر الأسود “تُظهِر مدى صحة تحذير تركيا منذ البداية، فامتداد رقعة الحرب أمر خطير للغاية”.
واعتبر فيدان أن الهجمات الأخيرة “لا تهدد فقط سلامة الملاحة في البحر الأسود، بل تجعل البحر منطقة غير آمنة للتجارة والتنقل البشري”، مضيفاً: “كوننا الدولة صاحبة أطول ساحل على البحر الأسود فإننا نتحمل مسؤولية كبيرة، ونحن نقوم بما يلزم”.
من جهة أخرى، قال فيدان، إن تركيا والاتحاد الأوروبي يعملان على قضايا أساسية مثل الاتحاد الجمركي، وتحرير التأشيرات، واستئناف بنك الاستثمار الأوروبي أنشطته بالكامل في تركيا.
وفي 23 نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم، أعلن البيت الأبيض مسودة خطة سلام محدّثة ومنقحة عقب مباحثات بين الوفدين الأمريكي والأوكراني لمناقشة خطة ترامب لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، دون الكشف عن تفاصيل الخطة المحدثة.
جاء ذلك عقب مباحثات في جنيف، بين مسؤولين أمريكيين وأوكرانيين وأوروبيين، لمناقشة خطة ترامب الهادفة لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
ومؤخرا نشرت وكالة "أسوشييتد برس" نسخة من خطة مكونة من 28 بندا قالت إن الإدارة الأمريكية أعدتها لإنهاء الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا.
وبحسب تقارير إعلامية، اعترضت كييف على عدة بنود في الخطة المقترحة، منها ما يتعلق بتخلي أوكرانيا عن أراضٍ إضافية في الشرق، وقبولها بعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو" نهائيًا.
ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.