قصف إسرائيلي واسع على غزة.. وتحذيرات من كارثة صحية وبيئية شمالاً
شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر السبت، قصفاً جوياً ومدفعياً وبحرياً على مناطق متفرقة من قطاع غزة، ضمن المناطق الخاضعة لسيطرته بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويأتي القصف في إطار الخروقات الإسرائيلية المتواصلة للاتفاق. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بأن زوارق حربية إسرائيلية أطلقت قذائفها ونيران رشاشاتها في عرض بحر مدينة غزة، على بُعد عشرات الأمتار من خيام النازحين، ما أثار حالة من الخوف في صفوفهم.
وفي وسط القطاع قصفت المدفعية الإسرائيلية مناطق عدة في الجهة الشرقية، بالتزامن مع إطلاق مروحيات إسرائيلية نيرانها بشكل عشوائي باتجاه منازل الفلسطينيين في المنطقة نفسها.
أما في جنوب القطاع فشنّت مقاتلات إسرائيلية غارات جوية على مناطق شرقي مدينة خان يونس، فيما أطلقت آليات الجيش نيران أسلحتها الرشاشة باتجاه مناطق غربي مدينة رفح، الواقعة بالكامل تحت سيطرته.
ومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار، ارتكبت إسرائيل مئات الخروقات التي أسفرت عن استشهاد 410 فلسطينيين وإصابة 1134 آخرين، وفق معطيات رسمية.
ويأتي ذلك في وقت حذّر فيه تجمّع بلديات محافظة شمال قطاع غزة اليوم السبت من كارثة إنسانية وبيئية، مؤكداً أن إسرائيل دمّرت خلال عامَي الحرب نحو 90% من آبار المياه، و80% من شبكات المياه والصرف الصحي، و90% من الآليات الثقيلة التابعة للبلديات.
وأوضح التجمع، خلال مؤتمر صحفي عُقد في منطقة الفاخورة شمالي القطاع، أن أكثر من ربع مليون طن من النفايات تتراكم في الشوارع والأزقة، في ظل عجز البلديات عن ترحيلها بسبب تدمير معظم مركبات النقل ونقص الوقود.
ودعا تجمع البلديات المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية إلى تدخل عاجل لإنقاذ ما تبقى من مقومات الحياة في شمال قطاع غزة، مطالباً بتوفير الوقود والمُعَدّات اللازمة لتشغيل آبار المياه ومضخات الصرف الصحي، وإدخال مواد الإغاثة والإعمار، في ظل تنصل إسرائيل من التزاماتها المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار.
وتتنصل إسرائيل من التزاماتها التي نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار بفتح المعابر وإدخال الكميات المتفق عليها من المواد الغذائية والإغاثية والطبية ومواد الإعمار والإيواء.
وأنهى الاتفاق حرب إبادة بدأتها إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، واستمرت عامين، مخلفة نحو 71 ألف شهيد فلسطيني، وما يزيد على 171 ألف جريح، ودماراً هائلاً طال 90% من البنى التحتية المدنية، وتكلفة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.