وجاءت المكالمة الهاتفية في 21 نوفمبر/تشرين الثاني بعد أشهر من تكثيف الولايات المتحدة ضغوطها على فنزويلا بأشكال عدة منها توجيه ضربات أمريكية على قوارب قيل إنها تهرب مخدرات في البحر الكاريبي وتهديدات ترمب المتكررة بتوسيع نطاق العمليات العسكرية لتشمل البر وتصنيف جماعة دي لوس سوليس، التي تقول إدارة ترمب إنها تضم مادورو، منظمة إرهابية أجنبية.
وينفى مادورو والحكومة الفنزويلية جميع هذه الاتهامات ويقولان إن الولايات المتحدة تسعى إلى تغيير النظام للسيطرة على الموارد الطبيعية الهائلة لفنزويلا، ومنها النفط.
وقالت ثلاثة مصادر إن مادورو أبلغ ترمب خلال المكالمة بأنه على استعداد لمغادرة فنزويلا شريطة أن يحصل هو وأفراد أسرته على عفو كامل، بما في ذلك رفع جميع العقوبات الأمريكية وإنهاء قضية رئيسية يواجهها أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وأضافت المصادر أن مادورو طلب أيضاً رفع العقوبات عن أكثر من 100 مسؤول في الحكومة الفنزويلية، كثيرون منهم تتهمهم الولايات المتحدة بانتهاك حقوق الإنسان أو الاتجار بالمخدرات أو الفساد.
وقال مصدران إن مادورو طلب كذلك أن تدير نائبته ديلسي رودريجيز حكومة مؤقتة قبل إجراء انتخابات جديدة.
"الضغط على فنزويلا"
ورفض ترمب معظم طلبات مادورو في المكالمة، التي استمرت أقل من 15 دقيقة، لكنه أخبر مادورو بأن أمامه أسبوعاً لمغادرة فنزويلا إلى الوجهة التي يختارها مع أفراد أسرته.
وقال اثنان من المصادر إن هذا الممر الآمن انتهى يوم الجمعة، مما دفع ترمب إلى الإعلان يوم السبت عن إغلاق المجال الجوي الفنزويلي.
في السياق، قال مسؤول أمريكي كبير إن الرئيس ترمب أجرى محادثات اليوم الاثنين مع كبار مستشاريه لمناقشة سبل الضغط على فنزويلا وقضايا أخرى.
وأضاف المسؤول، الذي رفض الكشف عن هويته، أن اجتماع المكتب البيضاوي ضم أعضاء كباراً في فريق ترمب للأمن القومي.
"الولاء المطلق"
إلى ذلك، قال مادورو الاثنين إنه يقسم على "الولاء المطلق" للشعب الفنزويلي، وأضاف في إشارة إلى سلفه هوجو تشافيز: "كونوا على يقين أنه مثلما أقسمت أمام جثمان قائدنا تشافيز قبل أن أودعه، بالولاء المطلق على حساب حياتي وراحتي، أقسم لكم بالولاء المطلق.. تأكدوا أنني لن أخذلكم أبداً".
وعلّقت الجمعية الوطنية الفنزويلية اليوم جلسة استثنائية لمناقشة تشكيل لجنة للتحقيق في هجمات القوارب، وقال المكتب الصحفي للجمعية إن الجلسة ستُعقد الثلاثاء، وهو يوم المناقشة المعتاد.
ونفذت القوات الأمريكية ما لا يقل عن 21 غارة على قوارب تثور مزاعم أنها تنقل مخدرات في منطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ منذ سبتمبر/أيلول، مما أدى إلى مقتل 83 شخصاً على الأقل.
وقال البيت الأبيض، الاثنين، إن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث أذن لأميرال بتوجيه هجوم ثان شمل عدة ضربات لمتن سفينة من فنزويلا يشتبه بأنها كانت تنقل مخدرات في سبتمبر/أيلول، مما أدى إلى مقتل 11 شخصاً.
وكشفت صحيفة واشنطن بوست في وقت سابق عن صدور أمر بشن الغارة الثانية بهدف القضاء على ناجيين اثنين من الغارة الأولى، وذلك امتثالاً لأمر من هيجسيث بقتل الجميع.
وقال ترمب الأحد، إنه لم يكن يرغب في توجيه هجوم آخر لهذه السفينة، مضيفاً أن هيجسيث نفى إصدار مثل هذا الأمر.
لكن المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت قالت الاثنين إن هيجسيث أذن للأميرال فرانك برادلي بتنفيذ الضربات.
















