مئات اليهود الحريديم يقتحمون الأراضي اللبنانية للصلاة على قبر يزعمون أنه يخص حاخاماً
ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية الأحد، أن مئات من اليهود المتشددين من "الحريديم" اقتحموا الأراضي اللبنانية الجمعة الماضية، تحت حماية جيش الاحتلال، بهدف الصلاة على قبر يزعمون أنه يعود لأحد علماء الدين اليهود.
وأوضحت الصحيفة أن القبر يقع في منطقة نصفها داخل الأراضي اللبنانية، وأن الحريديم صعدوا الجمعة للصلاة في هذا المكان، الذي يعتقدون أنه يضم قبر أحد كبار العلماء اليهود. وأضافت الصحيفة أن مواكب الحافلات بدأت التوجه إلى الموقع، رغم أن الوقت كان مبكراً ومعظم النازحين من بلدتي منارة ومارغليوت شمال إسرائيل لم يعودوا بعد إلى منازلهم.
وسجد الحريديم من جميع الجهات على القبر، الذي يعتقد كثيرون أنه يعود إلى شيخ لبناني. كما أشارت الصحيفة إلى أن هذه هي المرة الأولى منذ بداية الحرب في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 التي يدخل فيها الحريديم الأراضي اللبنانية لزيارة ما يعتقدون أنه قبر "الحاخام آشي"، دون حدوث صدامات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، بل بتنسيق كامل معه.
وفي سياق متصل، استنكر الجيش اللبناني خرق إسرائيل سيادة لبنان من خلال إدخال مستوطنين يهوداً إلى مقام ديني مزعوم في الجنوب اللبناني. وقال الجيش في بيان إن هذه الخطوة تمثل انتهاكاً للقرارات الدولية واتفاق وقف إطلاق النار الأخير. وذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلية أدخلت مستوطنين لزيارة مقام ديني في منطقة العباد ببلدة حولا في الجنوب، وهو ما اعتبره الجيش اللبناني انتهاكاً سافراً للسيادة الوطنية.
كما أفادت صحيفة "الأخبار" اللبنانية بأن المقام المعني هو "قبر العباد"، الذي تزعم إسرائيل أنه يعود إلى الحاخام "آشي"، بينما يعتبره لبنان مقام "الولي الشيخ العباد". وذكرت الصحيفة أن الخط الأزرق، المحدد عام 2000، قسم القبر إلى جزأين، أحدهما في الأراضي اللبنانية والآخر في المنطقة التي تحتلها إسرائيل. ومنذ ذلك الحين، أقامت قوات الاحتلال سياجاً فوق الجزء المحتل من القبر، وبدأت تنظيم زيارات للمستوطنين إليه، متجنبة القسم اللبناني. وخلال عدوانها الأخير، سيطرت قوات الاحتلال على القبر بالكامل وأزالت السياج الفاصل.
وفي ما يتعلق بالوضع العام، سجلت إحصائيات الجيش اللبناني ارتكاب إسرائيل 1091 خرقاً لوقف إطلاق النار منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، مما أسفر عن مقتل 84 شخصاً وإصابة 284 آخرين. كما تواصل إسرائيل احتلالها عدة مناطق داخل الأراضي اللبنانية رغم الموعد المحدد للانسحاب بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.