"ضمن حل الدولتين".. الأمير بن سلمان: نرغب في الانضمام لاتفاقات أبراهام وننظر لمرحلة السلام في غزة

أكّد ولي العهد رئيس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان مساء الثلاثاء، أنّ بلاده تعتزم استثمار تريليون دولار في الولايات المتحدة، مشيراً في الوقت ذاته إلى ضرورة إيجاد مسار يضمن حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية.

By
ترمب وولي العهد السعودي خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض

وقال بن سلمان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عقب لقائهما في البيت الأبيض: "نرغب في الانضمام إلى "اتفاقات أبراهام" (لتطبيع العلاقات مع إسرائيل) ضمن مسار يضمن حل الدولتين والسلام بين فلسطين وإسرائيل".

وفي الأيام الأخيرة جدّد مسؤولون إسرائيليون، في مقدمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، رفضهم إقامة دولة فلسطينية، رغم أنه منصوص عليها في قرارات صدرت عن الأمم المتحدة.

ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

وأضاف محمد بن سلمان: "ننظر لمرحلة السلام في قطاع غزة، ونهتم لأمر الشعب الفلسطيني".

وبدعم أمريكي، شنت إسرائيل لمدة عامين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية بقطاع غزة، خلّفت أكثر من 69 ألفاً و483 شهيداً و170 ألف جريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء.

وبناء على خطة طرحها ترمب، بدأ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي اتفاق لوقف إطلاق النار بين حركة "حماس" وإسرائيل، تخرقه الأخيرة يومياً، ما أسفر عن استشهاد وإصابة مئات الفلسطينيين.

ومضى محمد بن سلمان قائلاً: "سنناقش مع الرئيس ترمب إعادة إعمار غزة، ونجري مباحثات حول ما ستقدمه الرياض.. ولا مبلغ محدداً حتى الآن".

وتسببت حرب الإبادة الإسرائيلية في دمار طال 90% من البنى التحتية المدنية في غزة، مع تكلفة إعادة إعمار قدّرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.

"يوم تاريخي"

وبخصوص علاقات بلاده مع الولايات المتحدة، قال محمد بن سلمان: "عملنا على مدى عقود طويلة مع أمريكا، واليوم نعتبره يوماً تاريخياً لعلاقتنا المستقبلية"، واصفاً العلاقات بين البلدين بأنها "وطيدة".

وزاد بأن "زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، حاول أن يقضي على علاقتنا مع الولايات المتحدة، ومن الضروري تعزيز التعاون بين بلدينا لمكافحة الإرهاب".

وعلى المستوى الاقتصادي، اعتبر محمد بن سلمان أن "الولايات المتحدة دولة مهمة تمتلك اقتصاداً قوياً، ومهم لنا أن نستثمر معها". وتابع: "لدينا استثمارات على مختلف الصعد والقطاعات التي تربطنا مع أمريكا. نعمل على فرص استثمار حقيقية مع الولايات المتحدة، بما يشمل مجالات الحوسبة والرقائق وأشباه الموصلات".

واستطرد: "سنعلن اليوم أو غداً عن زيادة استثماراتنا في الولايات المتحدة من 600 مليار إلى نحو تريليون دولار".

وبشأن الاتفاقات الجديدة بين البلدين، أفاد ولي العهد السعودي بأنها تشمل مجالات منها الذكاء الصناعي والمواد الخام والمعادن. وتابع: "نريد ضمان استمرار نمو ناتجنا الإجمالي، وبالتالي مواجهة نقص الموظفين من خلال الذكاء الصناعي".

اتفاق مع إيران

إقليمياً، قال محمد بن سلمان، إنه "من الجيد أن يكون هناك اتفاق مع إيران للسلام في المنطقة".

وتتهم الولايات المتحدة ودول إقليمية إيران بامتلاك أجندة توسعية في المنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية، بينها لبنان والعراق، بينما تقول طهران، إنها تلتزم مبدأ حسن الجوار.

كما تتهم إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة ودول إقليمية إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تردد طهران أن برنامجها مصمم للأغراض السلمية، بما فيها توليد الطاقة الكهربائية.

وفي يونيو/حزيران الماضي، شنت تل أبيب بدعم أمريكي حرباً على إيران، وردّت الأخيرة بقصف إسرائيل بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، قبل أن تعلن واشنطن وقفاً لإطلاق النار بين بلدين يعتبر كل منهما الآخر العدو الألد له.

ولدى وصوله إلى البيت الأبيض، حظي ولي العهد السعودي باستقبال رسمي حافل، حيث كان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في مقدمة مستقبليه، وذلك في مستهل زيارة رسمية تستمر 3 أيام، بدأت الثلاثاء، وفقاً لقناة "الإخبارية" السعودية الرسمية.

وأضافت أنه جرى إطلاق 21 طلقة مدفعية، بينما حلقت 6 طائرات حربية في سماء البيت الأبيض، ترحيباً بمحمد بن سلمان، لحظة استقبال ترمب له.

كما رافق ترمب ولي العهد السعودي في أروقة البيت الأبيض، حيث استعرضا معرضاً لصور الرؤساء الأمريكيين السابقين، ثم بدأا اجتماعاً ثنائياً مغلقاً في المكتب البيضاوي.