"مغيّرة لقواعد اللعبة".. مسيّرات FPV التركية تتوسع عالمياً وتحقق قفزات تصديرية

تُواصِل الصناعات الدفاعية التركية توسعها في مجال الطائرات دون طيار، وهذه المرة عبر الجيل الجديد من المسيّرات الانتحارية من طراز FPV، التي تُعَدّ من الأنظمة التكتيكية “المغيّرة لقواعد اللعبة” بعد النجاحات الواسعة للطائرات المسلحة في ميادين القتال.

By
تتميز هذه الطائرات بنظام أمان ثلاثي المراحل يُفعّل الذخيرة بشكل تدريجي ما يرفع من مستوى السلامة التشغيلية إلى الحد الأقصى


وتسعى الشركات التركية، وعلى رأسها شركة سكاي داغر (SkyDagger)، إلى تعزيز وجودها في الأسواق الدولية عبر طرازات محلية بالكامل تتميز بالمرونة والدقة والقدرة على تنفيذ عمليات نوعية في بيئات معقدة، إلى جانب ارتفاع معدلات التصدير بوتيرة سريعة.

وفي هذا الصدد كشفت سكاي داغر لأول مرة عن سلسلة جديدة من مسيّراتها الانتحارية خلال مشاركتها في معرض باماكو إكسبو (بامكس 2025) في مالي، الذي انعقد بين 12 و14 نوفمبر/تشرين الثاني بمشاركة حصرية للشركات التركية.

وتدار هذه المسيّرات بواسطة نظارات أو شاشات تمنح المشغّل رؤية مباشرة لما تراه الطائرة كأنه داخلها، وهي تقنية صارت واسعة الاستخدام في ساحات القتال الحديثة.

وقدّمت الشركة نماذجها بطرازات 7 و10 و15 إنشاً، إضافة إلى طرازين جديدين للمرة الأولى هما سكاي داغر 15 بلس وسكاي داغر ميني، ليكتمل بذلك خط إنتاج متنوع من الأكبر إلى الأصغر ضمن عائلة FPV المحلية.

ويحمل طراز 15 بلس ذخيرة بوزن 10 كيلوغرامات، فيما صُمم ميني للعمليات داخل المدن بذخيرة مضادة للأفراد تزن 500 غرام.

تمدّد سريع في إفريقيا وارتفاع نسبة التصنيع المحلي

تزايد الاحتياجات الأمنية في الدول الإفريقية دفع إلى توسع الطلب على هذا النوع من المسيّرات، وهو ما استثمرته سكاي داغر سريعاً، حيث نجحت خلال فترة وجيزة في ترسيخ حضور قوي واعتماد منتجاتها من قبل عدد متزايد من دول القارة.

وتعمل الشركة على رفع نسبة المكوّنات المحلية في جميع منتجاتها، إذ تنتج داخلياً أو عبر منظومة التوريد التركية مكونات أساسية تشمل الذخائر، والبطاريات، وأنظمة الألياف البصرية، وصناديق التفعيل الذكية، ولوحات التفجير، وأنظمة الذكاء الصناعي.

وبفضل هذه المنظومة ارتفعت نسبة المكوّن المحلي إلى 80%، مع هدف للوصول إلى 100% بحلول 2026.

قفزة تصديرية

حققت سكاي داغر إنجازاً لافتاً هذا العام بتصدير أكثر من 26 ألف مسيّرة إلى 14 دولة، بدعم من أنظمة تسليح ذكية تتيح تواصلاً مباشراً بين المنصة والذخيرة، ما يعزز الدقة ويرفع مستويات الأمان في العمليات الانتحارية.

كما تعتمد المسيّرات نظام أمان ثلاثي المراحل لتفعيل الذخيرة تدريجياً، وهو معيار رئيسي في هذا النوع من الطائرات.

وتتميز أيضاً بأنظمة اتصال متقدمة بتردد مزدوج وتقنية القفز الترددي المستمر، ما يمنحها مقاومة عالية للتشويش الإلكتروني ويضمن ثبات الاتصال في البيئات المعقدة.

وتوفر سكاي داغر برامج تدريبية مكثفة تشمل محاكاة رقمية متطورة، تتيح للمستخدمين الوصول إلى مستوى الجاهزية العالية خلال أسبوعين فقط.

وتصنّع الشركة جميع محركات طائراتها داخل منشآتها بأنظمة إنتاج مؤتمتة، مع توسع في التعاون مع قطاعات محلية تشمل الصناعات البلاستيكية والمواد المركبة، دعماً للمنظومة الصناعية الدفاعية التركية.

وتتضمن خططها المستقبلية إطلاق مسيّرات انتحارية ثابتة الجناح قبل نهاية العام، إلى جانب استمرار تطوير الطرازات الدوارة، بما يمكّنها من دخول أسواق جديدة بأنظمة فعالة وبسيطة ومنخفضة الكلفة.