كوشنر في تل أبيب لمتابعة تنفيذ المرحلة الثانية من خطة ترمب بشأن غزة

وصل المبعوث الأمريكي جاريد كوشنر إلى إسرائيل بعد منتصف ليل الأحد، في زيارة تهدف إلى متابعة تنفيذ المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حسب ما أفادت به وسائل إعلام عبرية.

By
كوشنر وويتكوف خلال زيارة سابقة إلى تل أبيب

وقالت صحيفة "هآرتس" إن كوشنر وصل إلى تل أبيب لمناقشة تفاصيل تطبيق خطة ترمب، وذلك في ثاني زيارة له خلال ثلاثة أسابيع.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية قبل ساعات أن واشنطن تضغط على تل أبيب للسماح بخروج نحو 150 مسلحاً فلسطينياً من داخل نفق في رفح جنوب قطاع غزة إلى مناطق خارج سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي، في إطار تفاهمات تهدف إلى تهدئة الوضع الميداني تمهيداً للانتقال نحو مرحلة إعادة الإعمار وفق الخطة الأمركية.

وأشارت الهيئة إلى أن كوشنر والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف يزوران إسرائيل وسط ضغوط أمريكية مكثفة لدفع الحكومة الإسرائيلية إلى الموافقة على إنشاء ممر آمن لعشرات المقاتلين الفلسطينيين المحاصرين في أنفاق رفح.

وفي المقابل، نقلت الهيئة أن إسرائيل قدمت مقترحاً بديلاً يقضي بعدم قتل المسلحين في حال استسلامهم، بل اعتقالهم ونقلهم إلى التحقيق داخل إسرائيل، في محاولة للتوفيق بين المطالب الأمريكية والاعتبارات الأمنية الإسرائيلية، دون أن يصدر تعليق رسمي من الحكومة الإسرائيلية على ذلك.

تأتي هذه التحركات في ظل استمرار أزمة عشرات من مقاتلي كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، العالقين في منطقة تقع خلف ما يُعرف بـ"الخط الأصفر" الفاصل بين مناطق سيطرة جيش الاحتلال وبقية مناطق قطاع غزة.

وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن حماس حاولت في الأسابيع الأخيرة التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح نحو 200 من عناصرها المحاصرين في أنفاق رفح، غير أن هذه المساعي باءت بالفشل.

وكان رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير قد ربط في وقت سابق بحث أي تسوية بشأن هؤلاء المقاتلين بتسليم رفات الضابط هدار غولدين، الذي قُتل خلال حرب 2014 في غزة، قبل أن تعلن إسرائيل الأحد تسلم جثته من الصليب الأحمر.

من جانبها، حذّرت كتائب القسام في بيان من أن إسرائيل تتحمل مسؤولية أي اشتباك قد يقع مع عناصرها في رفح، مؤكدة أنه "لا يوجد في قاموس القسام مبدأ الاستسلام أو تسليم النفس للعدو".

ومنذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025، حتى 9 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، سلمت "حماس" الأسرى الإسرائيليين العشرين الأحياء، ورفات 26 آخرين من أصل 28، معظمهم إسرائيليين.

بينما تدعي إسرائيل أن أحد الجثامين التي تسلّمتها ليست لأي من أسراها، وأن رفات آخر ليست جديدة بل بقايا لأسير سبق تسلمه، وتقول إنها تنتظر تسلم 4 جثامين متبقية.

وترهن تل أبيب بدء التفاوض لتدشين المرحلة الثانية من الاتفاق بتسلمها بقية جثث الأسرى، بينما تؤكد حماس أن الأمر يستغرق وقتا لاستخراجها نظراً للتدمير الإسرائيلي الهائل في غزة.

ووقف اتفاق وقف إطلاق النار حرب إبادة جماعية إسرائيلية على غزة بدأت في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وخلفت أكثر من 69 ألف شهيد فلسطيني وما يزيد 170 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، مع إعادة إعمار قدرت الأمم المتحدة تكلفتها بنحو 70 مليار دولار.