وقالت وزارة الصحة في بيانها الإحصائي اليومي إن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الساعات الـ24 الماضية 98 شهيداً و385 مصاباً جراء استمرار الهجمات الإسرائيلية المكثفة.
وأوضحت أن حصيلة الضحايا من منتظري المساعدات الإنسانية ارتفعت منذ 27 مايو/أيار الماضي إلى ألفين و504 شهداء وأكثر من 18 ألفاً و381 مصاباً، وأن مستشفيات القطاع استقبلت خلال 24 ساعة الماضية 7 شهداء و87 إصابة من منتظري المساعدات.
وذكرت الوزارة أن حصيلة الضحايا الفلسطينيين منذ استئناف إسرائيل إبادتها بغزة في 18 مارس/آذار الماضي ارتفعت إلى 12 ألفاً و511 شهيداً، و53 ألفاً و656 مصاباً، ولفتت إلى ارتفاع حصيلة وفيات سوء التغذية الناجم عن سياسة التجويع الإسرائيلية المتواصلة منذ نحو عامين إلى 432 فلسطينياً بينهم 146 طفلاً عقب تسجيل 4 حالات وفاة خلال 24 ساعة الماضية.
وأشارت الوزارة، إلى أنه منذ إعلان منظمة "المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" (IPC) المجاعة بغزة، في أغسطس/آب الماضي، جرى تسجيل 154 حالة وفاة بينهم 31 طفلاً.
وفي تفاصيل استهدافات اليوم الأربعاء، كثّف جيش الاحتلال هجماته على مدينة غزة منذ ساعات الفجر، ما أسفر عن استشهاد 37 فلسطينياً. ففي أحياء مخيم الشاطئ غربي المدينة، استشهد 5 فلسطينيين وأُصيب العشرات، بينما حُوصر عدد آخر تحت الأنقاض إثر قصف إسرائيلي استهدف منازل مواطنين.
وفي حي الرمال غربي المدينة، استشهدت سيدة فلسطينية وطفلها بغارة شنتها مروحية إسرائيلية على شقة سكنية في "عمارة حبيب". وفي محيط "مستشفى المعمداني" شرقي المدينة، استشهد فلسطينيان بقصف إسرائيلي استهدف مدنيين.
وفي حي الشيخ رضوان شمالي المدينة، استشهد فلسطيني وزوجته، وأُصيب آخرون إثر غارة جوية إسرائيلية على شقة في بناية سكنية لعائلة "الزرد"، كما استشهد 3 آخرون باستهداف تجمع مدني في الحي نفسه.
وشمال غربي المدينة، شنّ جيش الاحتلال سلسلة غارات عنيفة ومكثفة على منطقتي المخابرات والكرامة، من دون أن يتضح على الفور ما إذا أسفر ذلك عن سقوط ضحايا من عدمه. وقرب مفترق المالية بحي تل الهوى جنوب غربي المدينة، استشهد 3 فلسطينيين بينهم سيدة، وأُصيب آخرون بغارة إسرائيلية على شقة سكنية في برج "الظافر".
ووسط المدينة، أصيب عدد من الأطفال بغارة شنتها مروحيات إسرائيلية على موقع قرب "ملعب فلسطين"، بينما أُصيب آخرون بقصف على عمارة "المعتصم" مقابل "مدرسة التابعين" في شارع النفق.
واستشهد وأُصيب عدد من الفلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف تجمعاً مدنياً بمحيط مجمع الصحابة الطبي. وفي حي الصبرة جنوبي المدينة، ألقت مسيرات إسرائيلية من نوع "كواد كابتر" قنابل على منازل فلسطينيين بمنطقة "أبو شريعة"، من دون أن ترد معلومات فورية عن حصيلة الشهداء.
كما استشهد 20 فلسطينياً في قصف إسرائيلي استهدف مناطق مختلفة من مدينة غزة، لم ترد تفاصيل بشأنهم. وخلال ساعات الليل، واصل جيش الاحتلال تفجير روبوتات مفخخة بين المنازل والمباني السكنية في محيط "شارع 8" جنوبي المدينة، وشرقي حي "الشيخ رضوان".
وأمس الثلاثاء أعلن الجيش أنه "شرع في اجتياح مدينة غزة براً"، لكن شواهد ميدانية ومصادر محلية تؤكد عدم حدوث أي توغل بري، إلّا أن الاحتلال كثّف القصف المدفعي والجوي والنسف عبر روبوتات مفخخة، لإرهاب الفلسطينيين وإجبارهم على النزوح ضمن حرب إبادة وتهجير.
وخلال الأسابيع الماضية، كثف الجيش استهدافه للأبراج والعمارات السكنية بغزة في سياسة يقول مسؤولون فلسطينيون إنها تهدف لإجبار الفلسطينيين على النزوح من المدينة إلى مناطق جنوبي القطاع.
والأربعاء، أعلن جيش الاحتلال في بيان "فتح مسار انتقال مؤقت عبر شارع صلاح الدين، ثم مواصلة التحرك جنوباً من وادي غزة"، بينما حذر شهود عيان من خطورة الأوضاع الأمنية في هذا الشارع.
وفي وسط القطاع، استُشهد فلسطيني وزوجته الحامل وابنته إثر قصف إسرائيلي على منزلهم في مخيم النصيرات، كما استشهدت طفلة في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في منطقة "بلوك سي"، وأُصيب عدد من الفلسطينيين بقصف إسرائيلي استهدف عمارة سكنية بمنطقة "أبراج عين جالوت".
أما جنوبي القطاع، فتركزت الهجمات الإسرائيلية على مدينتي خان يونس ورفح، موقعة 11 شهيداً فلسطينياً. ففي منطقة المواصي غربي خان يونس، استشهد 5 فلسطينيين بينهم زوجان وطفلهما وأصيب آخرون بغارة شنتها مروحيات إسرائيلية على خيمة لنازحين في "مخيم القادسية".
وفي المنطقة ذاتها، استشهد طفل فلسطيني بإطلاق نار من الآليات الإسرائيلية في حي "بئر 22". إضافة لذلك، شهدت مناطق شرقي ووسط خان يونس قصفاً مدفعياً عنيفاً وإطلاق نار من الآليات الإسرائيلية، من دون أن يرشح على الفور ما إذا أسفر ذلك عن سقوط ضحايا من عدمه.
وفي رفح، استشهد 5 فلسطينيين وأصيب عشرات بعضهم في حالة خطرة جراء إطلاق جيش الاحتلال النار تجاه طالبي المساعدات في محيط منطقة الشاكوش في الأحياء الشمالية الغربية للمدينة.
وبعيداً عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، باشرت تل أبيب منذ 27 مايو/أيار الماضي آلية لتوزيع المساعدات عبر ما تُعرف بـ"مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة إسرائيلياً وأمريكياً، لكنها مرفوضة أممياً، وعمد جيش الاحتلال إلى استهداف منتظري المساعدات في أماكن التوزيع، موقعاً آلافاً منهم بين قتيل وجريح.
أزمة وقود تهدّد المستشفيات والأونروا تدعو لرفع الحصار
وفي بيان صدر اليوم، قالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن الاحتلال الإسرائيلي يُفشل بشكل متعمد محاولات منظمة الصحة العالمية إدخال الوقود إلى مستشفيات غزة والشمال، مؤكدة أن "منع توريد الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية يعني توقف الخدمة الصحية بشكل كامل".
وأضافت الوزارة أن الأزمة تهدد بتوقف عمل مجمع الصحابة الطبي، ومستشفى الخدمة العامة، ومحطة الأكسجين المركزية، إضافة إلى توقف سيارات الإسعاف خلال أيام فقط، محذّرة من "كارثة صحية وإنسانية خطيرة".
من جانبها، جددت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، دعوتها إلى رفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع، مؤكدة أن ما يقارب 7 أشهر مرّت منذ آخر مرة، سُمح فيها بدخول مساعداتها إلى غزة.
وقالت الوكالة، في تدوينة على منصة إكس، إن لديها "11 ألف موظف ملتزم، يعملون على الأرض لتقديم الرعاية الصحية والمياه والصرف الصحي والدعم النفسي الاجتماعي والتعليم"، لكنها شددت على أن "الحاجة ماسة للإمدادات"، مطالبةً برفع الحصار والسماح لها بالقيام بعملها الإنساني.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وإضافة إلى الشهداء والجرحى ومعظمهم أطفال ونساء، خلفت الإبادة ما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.
