تمهيداً لـ"هجوم قوي".. الاحتلال ينذر الفلسطينيين مجدّداً بإخلاء مناطق شمال وجنوب غزة

أنذر جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأربعاء، مجدّداً الفلسطينيين في قطاع غزة بإخلاء بعض المناطق تمهيداً لتنفيذ "هجوم قوي" يزعم أنه يستهدف حركة "حماس".

مباني مدمرة في غزة جراء تجدّد القصف الإسرائيلي على القطاع / Reuters

وقالت مصادر محلية إن طائرات إسرائيلية ألقت منشورات ورقية على بلدة بيت حانون بمحافظة الشمال وخزاعة وعبسان الكبيرة والجديدة في خان يونس جنوب القطاع، لإنذار سكانها بالإخلاء الفوري.

وقال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم جيش الاحتلال للإعلام العربي، على منصة "إكس": "نكرر تحذيراتنا إلى سكان القطاع الموجودين في المنطقة المحددة بالأحمر، وتحديداً في بيت حانون (شمال)، وخربة خزاعة وعبسان الكبيرة والجديدة (جنوب)"، وأرفق المنشور بخارطة لقطاع غزة حٌدّدت عليها باللون الأحمر المناطق التي أنذر الفلسطينيين بإخلائها.

وأضاف: "عليكم الإخلاء فوراً إلى مراكز الإيواء المعروفة في غرب مدينة غزة وتلك الموجودة في مدينة خان يونس".

واستكمل مهدداً: "بقاؤكم في المناطق المحددة يعرض حياتكم وحياة أفراد عائلاتكم للخطر"، ما يشير إلى نية جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف هذه المناطق بالقصف.

وكان أدرعي أنذر أمس الثلاثاء، الفلسطينيين في ذات المناطق بالإخلاء مع تكثيف الجيش جرائم الإبادة الجماعية منذ ساعات الفجر.

وشهدت مناطق غرب غزة والمواصي الممتدة على طول الشريط الساحلي الفلسطيني من جنوب مدينة خان يونس وحتى شمال دير البلح (وسط)، قصفاً إسرائيلياً مكثفاً استهدف خيام نازحين، وأسفر عن استشهاد العشرات، بينهم أطفال.

ومنذ فجر أمس الثلاثاء، كثفت إسرائيل فجأة جرائم إبادتها الجماعية في غزة، وذلك بشن غارات جوية عنيفة على نطاق واسع استهدفت المدنيين، مما أسفر عن "404 شهداء وأكثر من 562 مصاباً"، وفق وزارة الصحة بالقطاع.

وحسب المكتب الإعلامي الحكومي، فقد جرى توثيق استشهاد 174 طفلاً و89 امرأة و32 مُسنّاً بمجازر الثلاثاء.

وتعد هذه الهجمات أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي أبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني الماضي.

واستهدفت الغارات الإسرائيلية منازل مأهولة ومراكز إيواء وخيام نازحين، مما أدى إلى دمار واسع ومعاناة إنسانية غير مسبوقة.

ومطلع مارس/آذار الجاري، انتهت مرحلة أولى -استمرت 42 يوماً- من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى ومحتجزين بين حركة حماس وإسرائيل، بدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي.

وتتنصل حكومة بنيامين نتنياهو من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، إذ تسعى لإطلاق سراح مزيد من المحتجزين الإسرائيليين دون الوفاء بالتزامات هذه المرحلة، ولا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من غزة بشكل كامل.

في المقابل، تؤكد "حماس" التزامها تنفيذ الاتفاق، وتطالب بإلزام إسرائيل جميع بنوده، داعية الوسطاء إلى الشروع فوراً في مفاوضات المرحلة الثانية، التي تشمل انسحاباً إسرائيلياً من القطاع ووقفاً كاملاً للحرب.

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 161 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.