وقالت “القسام”، في بيان على منصة تليغرام: "قصفنا مدينة تل أبيب برشقة صاروخية، رداً على المجازر الصهيونية بحق المدنيين".
في السياق، دعا الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، في بيان مساء الخميس، "كل أحرار أمتنا إلى الانخراط في معركة الدفاع عن الأقصى، واستكمال مشوار الدعم والإسناد لغزة؛ لكسر شوكة العدو الصهيوني المجرم وإجباره على وقف عدوانه".
وقال أبو عبيدة: "لقد تقاطعت اليوم صواريخ اليمن مع صواريخ غزة في سماء تل أبيب لتؤكد أن غزة ليست وحدها، وأن من خلفها رجالاً من أحرار الأمة لن يُسْلموها لأعدائها المتغطرسين".
ووجه رسالة شكر إلى الحوثيين في اليمن "على موقفهم المشرف وإسنادهم المباشر لأهلهم في غزة، رغم الضريبة الباهظة التي يدفعونها ثمناً لوفائهم للأقصى وفلسطين".
ومنذ فجر الثلاثاء، كثَّفت إسرائيل فجأة جرائم إبادتها بغارات جوية عنيفة وعلى نطاق واسع استهدفت مدنيين، ما أسفر عن "710 شهداء وأكثر من 900 جريح"، حسب متحدث وزارة الصحة في غزة خليل الدقران، صباح الخميس.
ودوّت صافرات الإنذار في تل أبيب وسط إسرائيل ومدن وبلدات محيطة بعد ظهر الخميس، حسب مراسل الأناضول.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان: "جرى تفعيل الإنذارات في عدة مناطق وسط البلاد، إثر عمليات إطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة".
وأضاف لاحقاً: "في أعقاب الإنذارات في منطقة غوش دان (تل أبيب الكبرى)، رُصد إطلاق ثلاث قذائف صاروخية اخترقت أراضي البلاد من جنوب قطاع غزة".
وادَّعى أن "سلاح الجو نجح في اعتراض قذيفة، فيما سقطت القذيفتان الأخريان في مناطق مفتوحة".
وأفادت القناة "12" العبرية الخاصة بأن "إطلاق صافرات الإنذار في منطقة تل أبيب الكبرى أدى إلى وقف إقلاع وهبوط الطائرات في مطار بن غوريون".
وتابعت: "بعد وقت قصير عادت حركة الطائرات إلى طبيعتها".
جاء إطلاق القذائف الصاروخية بعد وقت قصير من إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، بدء عدوان برّي على محور الساحل في منطقة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وزعم جيش الاحتلال، عبر بيان، أنه "قبل بدء العملية هاجم الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) بنى تحتية معادية ونقاط إطلاق قذائف مضادة للدروع تابعة لحماس في بيت لاهيا".
وفي وقت سابق الخميس، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي حظر تنقل الفلسطينيين عبر طريق صلاح الدين بين شمال قطاع غزة وجنوبه وبالعكس.
وأضاف أن "التحرك من شمال القطاع إلى جنوبه يُسمح به فقط عبر طريق الرشيد (البحر)".
جاء ذلك الحظر غداة إعادة جيش الاحتلال الإسرائيلي انتشاره، الأربعاء، على محور نتساريم الفاصل بين شمال قطاع غزة وباقي أجزائه.
كانت إعادة فتح محور نتساريم والسماح للنازحين الفلسطينيين بالعودة عبره من جنوب قطاع غزة إلى شماله بنداً أساسياً في اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وبنهاية 1 مارس/آذار 2025، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، الذي بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بوساطة مصرية-قطرية ودعم أمريكي، وتنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من بدء مرحلته الثانية.
وأراد نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين في غزة دون تنفيذ التزامات المرحلة الثانية، لا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من القطاع بشكل كامل، فيما تمسكت حماس ببدء المرحلة الثانية.
وبينما تربط إسرائيل استئناف الإبادة برغبتها في إعادة الأسرى من غزة وإزالة ما تعدّه تهديداً من القطاع، عزا محللون إسرائيليون هذا التطور إلى رغبة نتنياهو في تمرير الميزانية للحيلولة دون سقوط حكومته تلقائياً نهاية مارس/آذار الجاري.
وباستئنافه الإبادة تمكن نتنياهو بالفعل، الأربعاء، من إعادة وزير الأمن القومي المستقيل، إيتمار بن غفير، إلى الائتلاف الحكومي، ليضمن دعم نواب حزبه "القوة اليهودية" اليميني المتطرف لمشروع الميزانية.
وترتكب إسرائيل بدعمٍ أمريكي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت إجمالاً أكثر من 162 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
















