جاء ذلك في كلمة مصورة بثتها قناة "المسيرة" الفضائية التابعة للحوثيين، إذ اتهم إسرائيل بالتراجع عن التزاماتها في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وقال الحوثي إن "العدو الإسرائيلي انتقص من التزاماته (في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة) كثيراً على مستوى الكم وعلى مستوى النوع".
وأوضح: "كان هناك انتقاص كبير في مقابل ما جرى الاتفاق عليه بخصوص خروج المرضى والجرحى للعلاج، وفي ما يتعلق بالانسحاب من محوري رفح وفيلادلفيا" جنوبي القطاع.
وحذر من أن إسرائيل "تسعى إلى العودة إلى سياسة الإبادة الجماعية عبر التجويع في غزة"، مؤكداً أن هذه الخطوة "لا يمكن السكوت عنها".
وعند منتصف ليل السبت-الأحد الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة التي استمرت 42 يوماً، فيما تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية التي كانت تعني إنهاء الحرب، وعاودت إغلاق المعابر المؤدية إلى القطاع واستخدام سياسة التجويع.
ويريد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني 2025، للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، دون تقديم أي مقابل لذلك أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية، وذلك إرضاءً للمتطرفين في حكومته.
في المقابل، تؤكد حركة حماس التزامها تنفيذ الاتفاق، وتطالب بإلزام إسرائيل جميع بنوده، داعيةً الوسطاء إلى الشروع فوراً في مفاوضات المرحلة الثانية، التي تشمل انسحاباً إسرائيلياً من القطاع ووقفاً كاملاً للحرب.
وفي ما يتعلق بالضفة الغربية والقدس، رأى الحوثي في كلمته، أن توجه إسرائيل والولايات المتحدة "هو التصعيد المستمر، ما يعني أنهم بعيدون عن مسار السلام".
وبيَّن أن "المسار التصعيدي للعدو يتمثل في هدم عشرات المنازل وتهجير الآلاف وتدمير المساجد (بشمال الضفة)، والتضييق غير المسبوق على المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل" جنوبي الضفة.
وأشار في هذا الصدد إلى فرض إسرائيل قيوداً مشدَّدة على الوصول إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، مع تسريع عمليات الاستيطان في الضفة، وأضاف محذراً: "العدو الإسرائيلي يسعى لتهويد الضفة الغربية وإنهاء الوجود الفلسطيني فيها".
وتطرَّق إلى نتائج القمة العربية الطارئة الأخيرة بشأن التطورات في فلسطين، لافتاً إلى أنها "أصدرت بياناً فيه بعض التمنيات والدعوات، وهذا لا يفيد بشيء"، وفق قوله.
ورأى في المقابل أن "الموقف (المطلوب) هو موقف الجهاد في سبيل الله تعالى ضد هذا العدوان والتصعيد والإجرام"، وأكد أن جماعته لن تبقى متفرجة على استمرار التصعيد الإسرائيلي في غزة و"العودة إلى التجويع من جديد".
وأضاف: "سنعطي مهلة 4 أيام للوسطاء في ما يبذلونه من جهود، وبعدها سنعود لاستئناف عملياتنا البحرية ضد العدو إذا استمر بعد المهلة في منع دخول المساعدات إلى غزة والإغلاق التام للمعابر".
و"تضامناً مع قطاع غزة" في مواجهة هذه الإبادة، باشرت جماعة الحوثي منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 استهداف سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر أو في أي مكان تطوله بصواريخ ومسيّرات.
كما شن الحوثيون من حين إلى آخر هجمات بصواريخ ومسيّرات على إسرائيل، بعضها استهدف مدينة تل أبيب (وسط)، قبل أن توقفها مع دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ.
وبدعمٍ أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية في غزة خلَّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.





















