من Ramjet إلى الفرط صوتي.. تركيا على أبواب ثورة في قدراتها الصاروخية

يُعدّ اختبار محرّك نفاث تضاغطي "Ramjet" الذي أجرته شركة Delta-V قبل أيام، خطوة جديدة ومفصلية لتركيا، إذ يفتح باباً بالغ الأهمية في مجال الصناعات الدفاعية.

By
يشير الخبراء إلى أن هذا النوع من المحركات قادر على الوصول إلى مسافات أطول بسرعات هائلة مقارنة بالمحركات الأخرى / AA

ويشير الخبراء إلى أن هذا النوع من المحركات قادر على الوصول إلى مسافات أطول بسرعات هائلة مقارنةً بالمحركات الأخرى، مع تأكيد أن عدد الدول القادرة على تطوير هذه التكنولوجيا محدود جداً.

وصرّح رئيس رئاسة الصناعات الدفاعية التركية، هالوك غورغون، قائلاً: "إنّ تجاوز عتبة جديدة في تقنيات الدفع الهوائية عالية السرعة يشكّل محطة استراتيجية على طريق تطوير منصّات الطيران فوق الصوتية المستقبلية، ويحمل أهمية كبيرة في هذا السياق".

وشدد غورغون على أن " الأعمال التي تُنفّذ بالتنسيق بين شركة DeltaV لتقنيات الفضاء ورئاستنا تواصِل الإسهام في تحقيق رؤية بلادنا للاستقلال التام في التقنيات الحرجة".

وفي حديث مع TRT HABER قدم، الخبير في الصناعات الدفاعية، أحمد علمدار، شرحاً مبسطاً للمحرك قائلاً : “بخلاف محركات التيربوفان أو التيربوجِت، فإن محرّكات Ramjet تحرق الهواء مباشرةً مع الوقود دون الحاجة إلى أجزاء وسيطة، وهو ما يسمح بتوليد دفع مستمر. وتتيح هذه الميزة للمحرّك الحفاظ على سرعته العالية والوصول إلى مدى أطول بكثير دون فقدان طاقة”.

ويضيف أنه “رغم بساطة الشرح، فإن التكنولوجيا شديدة التعقيد؛ إذ تتطلب السيطرة على الضغط الشديد الناجم عن الهواء عالي السرعة في غرفة الاحتراق، وتوفير دفع ثابت مع الحفاظ على سلامة البنية من الانصهار.  وهذا يتطلب بدوره مستوى عالياً من المعرفة في التصميم والمواد، ولذلك فإن الدول القادرة على إنتاج هذه المحركات بجهود ذاتية قليلة للغاية”.

ويؤكد علمدار أن تركيا قاب قوسين أو أدنى من الانضمام إلى هذه القائمة.

ويرى علمدار أن أبرز انعكاس لمحرّكات Ramjet يظهر في الصواريخ جو-جو. فالصواريخ التقليدية تبدأ بفقدان السرعة والطاقة في مرحلة معينة من طيرانها، فيما توفر محركات Ramjet دفعاً عالياً ومستمرّاً حتى اللحظة الأخيرة.

ويضيف: “هناك فارق كبير بين محاولة الإفلات من صاروخ تقليدي ومحاولة الإفلات من صاروخ يعمل بـRamjet؛ فالأول يفقد سرعته تدريجياً، فيما يحتفظ الثاني بقدرته على المناورة السريعة حتى النهاية، ما يجعله مميزاً في ما تُعرف بـ(منطقة اللا هروب)".

كما يوضح أن امتلاك هذه التكنولوجيا محلياً يتيح لتركيا دمجها في أصناف مختلفة من الصواريخ، ويُعدّ أيضاً خطوة نحو تكنولوجيا scramjet التي تصل إلى السرعات الفرط صوتية.

ما الذي ستتمكن تركيا من فعله بالمحرّك المحلي؟

يشير علمدار إلى أن تركيا تعمل بالتوازي على حزمة مشاريع دفاعية متقدمة تشمل رادارات AESA وصواريخ جو-جو ثنائية المحرك، إلى جانب التقدم المستمر في برامج المقاتلات المأهولة وغير المأهولة.

ويؤكد علمدار أن مقاتلة KAAN والطائرة القتالية المسيّرة Kızılelma ستستخدمان صواريخ جو-جو محلية تعمل بتقنية Ramjet مثل GÖKBORA و GÖKHAN داخل حجرات الأسلحة الداخلية، مدعومة برادار MURAD AESA الذي ستُزوَّد به المنصتان، بما يعزز الأداء القتالي ويزيد من القدرة على الاشتباك من مسافات بعيدة.

ويضيف: "تركيا تقترب خطوة بخطوة من امتلاك قدرة استراتيجية وطنية. كما أن نقل تقنيات Ramjet إلى صواريخ الكروز والصواريخ الباليستية سيشكّل قفزة هائلة في المدى والقوة التدميرية”.

ويلفت إلى أن بعض الدول الإقليمية تعمل على تعديل موازين القوى عبر شراء طائرات جديدة وأنظمة صواريخ تعمل بالـRamjet، في حين تواصل تركيا الردّ من خلال منظوماتها المحلية، إلى جانب إمكانية الحصول على مقاتلات Eurofighter.

ويختتم قائلاً: "الهدف التالي لأنقرة هو تطوير محركات scramjet اللازمة للصواريخ الفرط صوتية، وهي منظومات لم تنجح دفاعات الجو في اعتراضها سواء في أوكرانيا أو في إسرائيل. الطريق أكثر صعوبة بلا شك، لكنه تحدٍّ يتناسب مع قدرات المهندسين الأتراك، وما تحقق في مجال Ramjet سيكون حجر الأساس للخطوة التالية”.